عندما يُعلن الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة عن وجود إمكانيات حالية لتوظيف نحو 56 ألف مواطن سعودي سنوياً في المجالات السياحية من بينها 32 ألف فرصة وظيفية مباشرة في القطاع السياحي، فإنني كمواطن أحس ببهجة لا حدود لها، ذلك أنّ سلطان بن سلمان عندما يتحدث عن الرقم فإنّه يعيه تماماً، ويدرك أبعاده، ولا يتحدث عنه إلاّ من واقع، فهو لا يمنحنا فرصة للحلم "كغيره" لكنه يقدم لنا رقماً مدعماً بالبراهين. وعندما تشير هيئة السياحة إلى أنّ حجم الاستثمارات في القطاع السياحي يبلغ 28 مليار ريال، وأنّ إيرادات القطاع السياحي تصل إلى 6 مليارات ريال سنوياً، فإنّك كمهتم بالشأن الوطني اقتصاداً، وقلق حول تنامي معدلات البطالة ونسبها في المملكة تحس بإيجابية تامة، ذلك أنّ هذا المبلغ الضخم من الاستثمارات السياحية، وهذه المسارات الأربعة التي تسير عليها الهيئة العامة للسياحة والتي تتضمن قطاع المعارض والمؤتمرات وقطاع التراث وإنشاء شركة وطنية والعمل على إيجاد مصادر لتمويل المشاريع السياحية، يجعلك تثق في أنّ البناء الإستراتيجي للهيئة والخطط التنفيذية لتحقيق أهداف تلك الإستراتيجيات تسير بخطى واضحة وسليمة تسعى لخدمة الوطن أولاً وخدمة إنسانه ثانياً. وعندما تُعلن الهيئة أيضاً عن إيقافها لتراخيص تصل إلى 450 ترخيصاً سياحياً لمستثمرين أجانب في مجال الشقق المفروشة بمكة المكرمة والمدينة المنورة وحدها، نظراً لعدم ممارستهم لذلك النشاط، فإنك تطمئن على أنّ الهيئة تراقب أداء القطاعات التي تندرج تحت مسؤولياتها وتسعى إلى ضمان تحقيق تلك التسهيلات لاستخراج التراخيص للأهداف التي تم رسمها. بعملية حسابية بسيطة قد يكون لدينا معالجة لنسبة لا تقل عن 30 بالمئة من حجم البطالة بين السعوديين عند البدء الفعلي بتنفيذ تلك الخطط وتحقيق تلك الإستراتيجيات.. وعندما ننظر إلى مشاريع الدولة الضخمة هنا وهناك ومنشآتنا الحكومية والخاصة والخيرية الضخمة في كافة مناطق المملكة نجزم يقيناً أنّ جهداً وطنياً صادقاً ومؤهلاً أيضاً قادر بكل بساطة على معالجة ما يعانيه الوطن بما يمكن تسميته بالبطالة، وهي مصطلح يجب أن يطمس من ذاكرة التاريخ لوطننا الذي ترشحه الأوساط العالمية ليحتل ثالث أكبر احتياطي مالي بنهاية العام الحالي بمجوع يصل إلى ما يزيد عن ترليون ريال ونصف الترليون. أجزم أنّ الأفكار الطموحة والتوجهات الوطنية المبنية على الرقم والمستفيدة من المعلومة والواقعية البعيدة جداً عن التنظير أو التطلعات التي لا يمكن تحقيقها، أو تلك التي تبتعد عن الواقع المحلي مع جهد المخلصين في قطاعاتنا الوطنية التنفيذية الحكومية منها والخاصة والخيرية.. كلها مجتمعة قادرة على أن تجعل من وطننا مكاناً للرفاه ومقراً للعيش الهانئ.. ودمتم.