عندما يزمع المرء أو الباحث أو المهتم الكتابة عن شخصية من الشخصيات المهمة التي كانت لها بصمات واضحة في مسيرة بلادنا التاريخية والدينية والتراثية التي عملت بجد وأمانة وهمة ونشاط فاستطاعت حفظ تراثها عبر قرون عدة فكابدت المشاق وواجهت المصاعب عندئذ لن يقوم الإنسان بالإيفاء بحق من سعى لذلك مهما كتب أو تحدث إلا أن السمات الخالدة التي كتبت في سجلات الزمن وصفحاته البيض حفظت لهؤلاء الأعلام حظهم وذكرهم ومجدهم فأصبح هذا الذكر مقروناً بذكرتلكم الأسرة فنالت الإعجاب وكسبت الثناء وحق لها أن تفعل برمز خالد سيذكره الزمن والأجيال وذاكرة التاريخ. لو أراد الباحث أن يكتب عن هذه الشخصية ويتطرق إلى جهوده في خدمة تاريخ بلادنا وخصوصاً خلال فترات الدولة السعودية بمراحلها الثلاث وما قام به من جمع لتراثها لاحتاج إلى مؤلفات ورسائل عديدة تتجاوز العشرات عن أثره وتأثيره في مسيرة التاريخ والقيام بحفظه ونقله والعناية به والسهر في جمعه. عندئذ يبرز تساؤل هام يطرح بكل إنصاف وهو هل قمنا بواجبنا تجاه ما قدمه وتكريمه على ما انجزه ولو بعد وفاته؟ وهل قامت المراكز العلمية والجامعات السعودية بإنشاء مركز بحثي عنه أو كرسي يسجل باسمه؟ إن اقل ما يقدم في حقه إنشاء مشروع أو إطلاق مكتبة كبيرة تحمل أسمه أو مركز تاريخي وبحثي أهلي يعنى بجمع ما خلف من تراث أصولاً كان أو تصويراً من المراكز العلمية أو الجامعات أو الأفراد مع وضع جائزة سنوية تكون على شكل إصدارات علمية وتراثية تحمل مسمى هذا العالم. أخيراً كم فرحنا باهتمام الهيئة العامة للسياحة بإعادة وترميم مدينة شقراء التاريخية ورصد الميزانية اللازمة لها من قبل أهاليها الفضلاء فهل ينال المركز المقترح مكاناً يليق به هناك نظراً لمسقط رأس اسرته!! كما انني وغيري على يقين بأن ابن عيسى – قدس الله روحه- ليس ملكاً لأسرة آل عيسى الكريمة فقط وحق لها أن تفتخر به. بل هو في نفس الوقت ملك لنا جميعاً فقد استفدنا من علمه وآثاره فنحن عالة عليه فيما جمع وحفظ لتراث بلادنا وتاريخها فينبغي لنا المساهمة والمشاركة في إنشاء مركز يحمل اسمه سواء في الرياض أو شقراء أو أشيقر أو أي جهة نظراً لفضله على هذه المنطقة وغيرها وهذا اقل واجب يقدم له عليه شآبيب الرحمة !! [email protected]