في تجربة فريدة وصفت بأنها غير مسبوقة يتلقى المبادرون المتأهلون من المرحلة الأولى لمسابقة المشاريع الناشئة "مبادر" التي تُطلقها لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض دعماً استشارياً مجانياً من خلال وحدة توجيه وإرشاد المبادرين ببرنامج مبادر، وذلك بهدف مساعدتهم على تحويل أفكار مشروعاتهم إلى خطط عمل ونماذج أعمال محترفة تتضمن بيانات وأرقاماً ومعلومات من واقع أسواق مشاريع كل منهم، حيث يخضع المبادرون إلى دعم إرشادي فردي مباشر يليه عروض تجريبية للنتائج ثم توجيه استشاري بنظام المجموعات يتضمن صقل مهارات العروض التقديمية التي من المفترض أن يقوم بها المبادرون أثناء مراحل المسابقة المختلفة. وقد أجمع عدد من المشاركين في المسابقة من الذين تأهلوا للمرحلة الثانية على مضيّهم في إنشاء مشاريعهم حتى ولو لم يحالفهم التوفيق بالفوز بجوائز المسابقة، وعبّر المبادرون عن سعادتهم بالتجربة باعتبارها الأولى من نوعها بالنسبة لهم، مؤكدين أنهم استفادوا من ملاحظات لجنة التحكيم أثناء المسابقة، وكذلك ما حصلوا عليه من دعم استشاري من قبل وحدة الإرشاد والتوجيه في "مبادر" حيث تقول المبادرة أماني العجلان والتي شاركت بمشروع تصميم لعبة الكترونية ثلاثية الأبعاد للأجهزة والهواتف الذكية باللغتين العربية والانجليزية تعلِّم الأطفال كيفية التعامل مع اللمسات غير المرغوبة وتكافح أعمال التحرش الجنسي التي يتعرض لها الأطفال من قبل ذوي النفوس المريضة، أن القائمين عليها قدموا لها الكثير من التوصيات والإرشادات في مجال بناء نموذج الأعمال وخطة العمل ومهارات العرض والتسويق دون تقصير أو توان، مشيرة إلى أنها كانت تجربة رائعة أفادتها كثيرا على المستوى المهني، وهو ما أثمر عن تلقيها بالفعل عروضاً لتمويل المشروع من شركات كبرى في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات. علي العثيم ويضيف المبادر مهند التركي والذي فضل الاستقالة من عمله كمهندس عمليات ومشاريع في شركة أرامكو للتفرغ لمشروعه الذي هو عبارة تسويق وتصدير التمور السعودية إلى أسواق أوروبا عبر تأسيس موقع إلكتروني مخصص لذلك أنه حصل على دعم استشاري متميز من قبل وحدة الإرشاد والتوجيه بمبادر، وأنه ما كان ليحصل عليه لولا اشتراكه بالمسابقة التي يصفها بأنها نموذج لتحفيز الشباب على خوض غمار العمل الحر، كونها أمدته بمفاهيم وآليات تحويل فكرته إلى مشروع ناجح يدر أرباحاً، مبينا أنّه ماضٍ في تنفيذ مشروعه رغم عائق الاشتراطات المتشددة على استيراد الأغذية في السوق الأوروبية، إلا أنه يدرك ذلك وسيعمل في إطارها، لافتاً إلى أن دولة مثل إيطاليا التي لا تنتج التمور أساساً تلجأ إلى استيرادها من تونس، ثم تعيد تصديرها لفرنسا التي تعد أحد أكبر أسواق استهلاك التمور في أوروبا (تستورد نحو 25 ألف طن سنوياً)، وقال إن النمسا تفعل كما تفعل إيطاليا، مبدياً تفاؤله بقرب إيجاد المستثمر الذي يتحمس لتمويل مشروعه. الزبير بادي ومن جانبه قال المبادر الزبير بادي الذي اجتاز المرحلة الأولى من المسابقة وتأهل للمرحلة الثانية بفكرة إنشاء شركة تقدم خدمات العلاقات العامة بمفهوم جديد يواكب التطور الذي وصل إليه قطاع الأعمال بالمملكة أن الدعم الاستشاري الذي نحصل عليه من قبل وحدة الإرشاد والتوجيه "بمبادر" لن ننساه كمبادرين حينما تتحقق نجاحاتنا بإذن الله، فقيام "مبادر" بتوفير خبراء واستشاريون في إدارة الفرص لمساعدتنا على الوقوف على بداية الطريق الصحيح والسير قدماً نحو النجاح يعد إنجازاً ونقله نوعيه غير مسبوقة في مفاهيم دعم وتحفيز ريادة الأعمال، آملاً أن يتم خلال التأهيل للمرحلة الثالثة من المسابقة تنظيم لقاءات تجمع المبادرين مع رجال الأعمال الناجحين، كنوع من التدريب العملي التفاعلي على التسويق والإدارة والعمليات المالية وغيرها من الخبرات التي قد تمثل لنا إستراتيجيات تساعدنا كمبادرين أن نتقدم بشكل متوازن في ميادين الأعمال. تركي العنزي وأشاد المبادر تركي العنزي بالتوجيه الذي تلقاه من "مبادر" مشيراً إلى الدور المهم الذي قدمته لهم وحدة الإرشاد والتوجيه، كونها تتابع المشاريع عن قرب وتحللها علمياً بشكل كامل وهو ما يؤدي بدوره إلى تلقيهم التوجيه بشكل صحيح وفعال. وأشار إلى أن مشروعه عبارة عن إنشاء منظومة عقارية متطورة أعضاؤها من المكاتب والشركات العقارية المرخّصة فقط, وذلك لتنظيم حركة التسويق العقاري فيما بينها عبر تطبيق أحدث الوسائل التقنية والتي تعمل على ربط هذه الجهات بنظام موّحد ومتكامل الأدوات ومرتبط أيضا تقنياً مع نظام شموس الأمني, وبحيث يتم إعداد عقود مصدّقة من الغرف التجارية تُبرم مع هذه الجهات وتقضي بنودها إلى حفظ حقوق جميع الأعضاء مع إلزامهم التام بدقة وصحة المعلومة المعلنة للتسويق. سعيد العمري وعبرت فهده الشنيفي عن سعادتها بتجربتها مع "مبادر" حيث وصفت المرحلة الأولى من المسابقة بأنها كانت جيدة ومفيدة، متمنية استمرار هذا الدعم والتوجيه لمشروعها خلال المرحلة الثالثة، مشيرة إلى أن مشروعها عبارة عن معمل منزلي للطهي يقدم أطباق متنوعة وأصناف متعددة بطريقة مميزة وبنكهة منزلية فريدة وبسعر مناسب للجميع، بينما شكر المبادر سعيد العمري القائمين علي المسابقة لتبنيهم فكرة مشروعه وقال إنهم يبذلون قصار جهدهم لدعمه وتوجيهه لوضع فكرته حيز التنفيذ، وعن الفكرة قال إنها عبارة عن مظلة كهربائية مثبتة في هيكل السيارة لحمايتها من أشعة الشمس عند وقوفها في أي مكان، حيث يوضع هذا الاختراع بطريقة فنية آمنة بالصندوق الخلفي للسيارة من الداخل بعد (تعديل فتح غطاء الصندوق الخلفي) وأشار إلى أنه تم تطبيق الفكرة بالفعل وكانت التجارب ناجحة بفضل الله ومشجعة، وسُجلت قبل عام كبراءة اختراع بعد مناقشتها من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، لافتا إلى أن لديه أيضاً عدداً من براءات الاختراع الأخرى منها اختراع يحل ظاهره رمي أكياس النفايات حول برميل البلدية وهو فارغ وكذلك اختراع لجهاز يقوم بتعقيم عربات التسوق التي يستخدمها المتسوقين في المتاجر حيث أثبتت الدراسات أن عربات التسوق تعد من أكثر الأشياء تلوثاً والتي يتم تداولها بين الأفراد. راكان العراك وأكد العمري أنه سيجتهد في إقناع لجنة التحكيم والجمهور بجدارته بالفوز بجائزة المسابقة بإذن الله، كذلك أشاد المبادر راكان العراك بالدور الكبير والهام الذي لعبته وحدة الإرشاد والتوجيه في "مبادر" وقال قدموا لنا كل التسهيلات والمعلومات التي احتجناها، إضافة إلى توجيهنا وإرشادنا لكل ما من شأنه الإعداد لتنفيذ مشاريعنا على أفضل صورة، منوها بأن مشروعه يهدف إلى توفير أغلب أنواع القهوة بطريقة احترافية تحافظ على نكهتها مع خدمة التوصيل المباشر للعملاء. وأضاف العراك أن التحديات التي تواجهه كثيرة كإيجاد تمويل مناسب للمشروع وبعض الإجراءات الحكومية لكنه في نفس الوقت قال إن كل ذلك لا يجب أن يثني عزيمة المبادر عن طرق جميع الأبواب وعدم الاستسلام من أول عقبة، بل يجب عليه الاستمرار بالصعود للوصول للحلم المنشود. من جانبه أثنى فهد الثنيان عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ورئيس لجنة شباب الأعمال على نشاط وحدة الإرشاد والتوجيه لمبادر، مشيراً إلى أنه يأتي تأكيداً لمفهوم المسابقة الذي يقضي بتحقيق أقصى استفادة ممكنة لجميع المشاركين لتحفيز العمل الحر وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الشباب لامتلاك أدواته. إلى ذلك قال علي العثيم رئيس برنامج مبادر إن "مسابقة المشاريع الناشئة" هي باكورة أنشطة وفعاليات البرنامج الذي سيواصل إطلاق العديد من المبادرات الخلاقة للمساهمة في رسم الطريق لمستقبل ثقافة ريادة الأعمال بالمملكة وتحويل الأفكار المبدعة والخلاقة لدى الشباب إلى مشروعات ناجحة تدر أرباحاً وتخلق فرصاً للعمل وهو ما سيحقق بدورة التنمية المستدامة والتحول التدريجي نحو اقتصاد المعرفة. وأشار إلى أن المرحلة الثانية من المسابقة سوف تُعقد مطلع الأسبوع القادم بالتوازي مع المجموعة الثانية من المرحلة الأولى حيث لا تزال هناك فرصة للمشاركة بالمسابقة من خلال التسجيل بموقع "مبادر" على الإنترنت، داعيا كبار رجال الأعمال والمستثمرين إلى دعم وتبني الشباب المبادرين مادياً ومعنوياً ليشكلوا نواة جيدة لمستقبل قطاع الأعمال بالمملكة.