اختتمت بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة امس أعمال ورشة " الاستثمار في الدول العربية"، في إطار التحضير للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الثالثة بالرياض 2011، حيث تهدف إلى إعداد تقرير عن واقع الاستثمارات العربية البينية وعن القطاعات الواعدة الممكن الاستثمار فيها في الوطن العربي، والمعوقات التي تواجه الاستثمار العربي البيني دعما لحركة الاستثمار العربي البيني وتقديم مقترحات حول تطوير الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال العربية في الدول العربية ووضع بدائل أو آليات لتفعيلها. وناقشت الورشة على مدى يومين أربعة محاور رئيسية، تتحدد بمتطلبات قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي برقم 1879 في دورته 88 بتاريخ 15 سبتمبر 2011 فقد ناقش المحور الأول الدعوة لمراجعة الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الاموال العربية، والتي أبرمت منذ عام 1989 وتناول المحور الثاني التعرف على القطاعات الحيوية والمهمة الجاذبة للاستثمارات وتناول المحور الثالث المعوقات التي تواجه الاستثمارات العربية البينية، وأيضا الاستثمارات الأجنبية بينما تناول المحور الرابع سبل تطوير المناخ الاستثماري في المنطقة العربية. وانتقد الأمين العام للجامعة العربية للشئون الاقتصادية السفير الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري فى كلمته غياب الاحصائيات الدقيقة في الدول العربية بشكل يؤثر على رسم خارطة بالفرص الاستثمارية المطلوبة ، موضحا أن هذه الورشة تأتي في إطار التحضير للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تعقد دورتها الثالثة في الرياض عام 2013، والتي تكون قمة متابعة لكل ما تم الاتفاق عليه من أطر اساسية حول الاستثمار في القمتين السابقتين بالكويت عام 2009، ومنتج شرم الشيخ المصري عام 2011، وبالتالي متابعة ما تحقق على أرض الواقع خاصة ما يتعلق بملفات الأمن الغذائي، والسكك الحديدية، والطيران. وقال التويجري إن الاقتصاد الذي لا يساهم في تحقيق فرص عمل وحل مشكلة البطالة يظل مجرد اقتصاد ورقي، موضحا أن 65 بالمئة من الاستثمارات العربية يتم توجيهها نحو القطاع السياحي، وهناك كثير من علامات الاستفهام حول غياب الاستثمار في قطاع الصناعات، خاصة الصناعات المتوسطة والصغيرة التي تمثل صلب العمل الاقتصادي، مشيرا إلى أن انخفاض نسبة الاستثمار في القطاع الزراعي إلى ما دون 6 بالمئة يبعث على الحزن في النفوس، مما يعني أن الاستثمارات لا يتم توجيهها في المسارات الصحيحة. وأضاف التويجري بأن هناك محورا استثماريا مهم يتمثل في الاهتمام بالتعليم، والذي لابد وأن يسير بالتوازي مع الروح الثورية في الوطن العربي خلال هذه المرحلة، وأنه بدون الاستثمار في قطاع التعليم لن يكون لدينا من يستطيع قيادة الاستثمار ، داعيا الدول العربية الاهتمام بالاحصائيات حتى تكون هناك خارطة من المؤشرات الحقيقية عن احتياجات الدول العربية.