رغم أن استضافة إحدى العواصم العالمية (نيويورك، باريس، لندن، مدريد، موسكو) للدورة العالمية للألعاب الأولمبية لعام 2012 يعد في نظر العديد بأنه موضوع رياضي وليس له أي علاقة بالسياسة .. إلا أنه في واقع الأمر موضوع سياسي صميم.. فلو نظرنا إلى ما تقوم به حكومة السيد توني بلير رئيس وزراء بريطانيا من جهود مضنية للفوز باختيار عاصمة الضباب مقراً للدورة الأولمبية المقبلة في 2012 .. لوجدنا كيف أنها جندت جميع قطاعات العامة والخاصة للفوز في تلك المنافسة الشديدة التي سيعلن عن نتائجها في شهر يوليه - تموز - المقبل في سنغافورة. وبلغ الاهتمام البريطاني في لندن بتلك المنافسة الدولية أقصى حده لدرجة أن رئيس الوزراء سيحضر إلى سنغافورة على رأس الوفد البريطاني لحضور إعلان النتيجة. ويرى المراقبون أن فوز بريطانيا باستضافة هذه الألعاب سيعزز من مكانة السيد توني بلير الذي فاز مؤخراً في الانتخابات التي أجريت في أوائل الشهر الجاري بنسبة أصوات أقل بكثير من الانتخابات السابقة. حيث هبطت شعبيته بسبب موقفه من غزو العراق.. رغم أنه عمل على إصلاحات داخلية كبيرة خصوصاً فيما يتعلق بالخصصة والتعليم والصحة. إلا أن كل ذلك لم يشفع له لدى الناخب البريطاني الذي فضّل الحزب الليبرالي على العمالي. لذا لو لم تحظ عاصمة الضباب باستضافة تلك الألعاب في عام 2012 قد يكون ذلك أحد الأسباب التي ستؤدي إلى خروج مبكر للسيد بلير من 10 داونغ ستريت وإعطاء الفرصة للسيد غوردن براون وزير الخزانة الذي يحظى بشعبية كبيرة من داخل الحزب.. لذلك يرى المتابعون للشأن البريطاني بأن شراء السيد بلير لشقة تقع في حي راق تطل على حديقة الهايد بارك مؤشر جيد إلى عدم استمراريته في مهامه رئيساً لوزراء بريطانيا. وللوقوف على حقيقة الموقف البريطاني من استضافة الألعاب الأولمبية.. نجد أن الحكومة البريطانية وضعت برنامجاً إعلامياً كبيراً ومتنوعاً لجميع الإعلاميين الذين يزورون عاصمة الضباب حيث أعدت منطقة ستارفورد الواقعة في شرق لندن لتكون مقراً للقرية الأولمبية ووضعت مشروعات كبيرة في تلك المنطقة التي ستصبح منفذاً لأوروبا عن طريق القطار الدولي الذي يربط بين فرنسا وبريطانيا عبر بحر المانش. بريطانيا أعلنت عن طريق اللجنة الأولمبية بأنها مستعدة جداً لاستضافة هذه الدورة، كما استضافتها في عامي 1908 و1984 فالتجهيزات على قدم وساق من شبكة مواصلات وفنادق واحتياطات أمنية.. وأكد كبار المسؤولين في اللجنة البريطانية للأولمبياد بأن الإجراءات الأمنية قد تم اتخاذها وبشكل دقيق حيث أكد هؤلاء المسؤولون بأن الأجهزة الأمنية البريطانية معروفة لدى الجميع بإمكاناتها .. حتى أن اليونان استعانت بالخبرات البريطانية أثناء انعقاد دورة الأولمبياد في أثينا. ويرى المراقبون مدى الاهتمام البالغ من قبل الشعب البريطاني المعروف بولعه للرياضة.. ورغبته في استضافة الألعاب.. الأولمبية المقبلة. لذا يا ترى من سيفوز من تلك العواصم العالمية ويحصل على أحقية استضافة الألعاب الدولية التي سيصرف عليها الملايين من الدولارات. عموماً يوم السادس من شهر يوليه - تموز - المقبل سيكون الحاسم للعاصمة التي ستفوز باستضافة الألعاب الأولمبية في عام 2012.