الحمدلله الذي أكرم هذه البلاد بحضانة بيته العتيق ومسجد رسوله الكريم, وجعل البيت مثابة للناس وأمنا, وأتاح لنا عهدا زاهرا وحكاما اليُمن في طالعهم, فاضت على أيديهم النعم فنعم بها أبناء الوطن, فخيراتها كثيرة وعوائدها وفيرة أدام الله علينا النعم ما شكرنآه وحمدناه على عطائه, بالأمس القريب ودعنا رجلا من خيرة الرجال وأكثرها عطاء فاقترن باسمه الخير, وبرحيله خلت عده مناصب منها منصب وزير الدفاع, وكان على أولي الأمر اختيار رجل ليتولى هذه المسؤولية, ومع تعدد الرجال المؤهلين لهذا المنصب ,كان على أولي الأمر التدقيق والتمحيص لاختيار رجل يتولى وزارة الدفاع في هذه المرحلة الهامة من حياة امتنا وبلادنا,وقد وقع الاختيار على الأكثر حكمة وحسما, رجل منحه الله دماثة الخلق وحسن التدبير والسعي في سبيل مامن شأنه إسعاد مواطنيه في كل أنحاء المملكة,انه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز, ولم يكن هذا الاختيار مفاجأة لأهل الحل والعقد, فسلمان هو سلمان, جلست استعرض ما قدمه هذا الرجل وما قام به من أعمال فلم استطع أن أحصي ما قام به في خدمة البلاد أميرا لمنطقة الرياض, فهذا الرجل ذو الهمة الكبيرة, استطاع بحكمته وحنكته بناء النهضة على هذه الأرض المباركة, تسلم مقاليد الإمارة وبيوت الرياض معظمها مبنية بالطين والشوارع تعد على اصابع اليدين, وبهمة الرجال وبالعلم كان التخطيط والتنظيم والبناء, فسبحان الذي خصه ببعد النظرة للمستقبل الذي حلم به مع مساعديه وهاهي الرياض اليوم عاصمة فريدة, وواقع نفخر به بل ونفاخر به الامم. بدأ بناؤها لبنة لبنة حتى اصبحت عاصمة الثقافة ومتحفا مفتوحا لفن العمارة, واتسعت رقعتها لتكون من كبريات المدن والعواصم العالمية, ونالت الجوائز العالمية في التخطيط والعمارة والثقافة, فمن الذي كان وراء كل ذلك غير سلمان الوفاء حبيب الرياض وحبيب الملايين الذين يسكنون قلب المملكة النابض, هذا الرجل الذي منحه الله القوة والجلد ليستقبل العشرات بل المئات يوميا وفي بعض المناسب يبلغون الآلاف, فمكتبه مفتوح وقصرة مفتوح للجميع, وتورد بعض الإحصائيان الرسمية أن عدد المراجعين لمكتب سموه مابين عام 1426ه وعام 1430ه قد بلغ اكثر من ثلاثه ملايين مراجع غير الضيوف واعضاء لجان الاجتماعات, كل هذا الكم من اللقاءات والعناء والجهد المبذول يستقبله سموه بابتسامته الخفيفة التي لا تكاد تفارق شفتيه, يسعى لقضاء حاجة المحتاجين ومسح دموع الارامل واليتامى, واعجب لقدرة منحها الله لهذا الرجل حتى يستطيع الوفاء بكل هذا دون كلل او ملل, ومهما كتبت وكتب غيري عن هذا الرجل وانجازاته فلن نوفيه بعض حقه لقاء ما قدم لدينه ومليكه والوطن ومواطني هذه البلاد الشاسعة, فلك منا يا ابا فهد كل الشكر, نسأل الله ان يجعل اعمالك في موازين حسناتك فاعمالكم الخيرية تصب في حب ابناء الوطن لكم ولاسرتكم الطيبة, واخيرا اقول اللهم امننا في اوطاننا وابعد عنا كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين ,اللهم من ارادنا وبلادنا بسوء فاشغله في نفسه واجعل تدبيره في تدميره ورد كيده الى نحرة ...امين. حفظ الله لنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين الامير نايف بن عبدالعزيز رجل الامن والامان والعطاء المستمر بعد الله عز وجل وحفظ الله وزير دفاعنا الجديد واعانه على مسؤولياته الجسام, والله ولي التوفيق.