استمتع الرياضيون بأجواء مثيرة على مدى أيام سبقت (ديربي) النصر والهلال، سيطرت على مجالس الشباب منذ بداية الأسبوع الماضي مناقشة وتحليل وتوقع مجرياتها، وجندت البرامج الرياضية عامليها لتغطية كل صغيرة وكبيرة قبل المواجهة، وأثبت العملاقان أنهما لا يزالان يسيطران على الضوء والترقب والحضور الجماهيري، وأن ظهور الاتحاد أو الشباب طرفا في أي مواجهة كبيرة مع ما يملكانه من نجوم وحضور في المنافسة على البطولات لا يمكن أن يرقى بأي منهما لمستوى قمة النصر والهلال، أما داخل الميدان فقد شاهدنا مباراة جيدة حملت ثلاثة أهداف وفرصا عدة للطرفين، كانت الغلبة فيه للفريق الأكثر خبرة، فإذا كان النصر يملك لاعبا موهوبا هو الكولمبي باولو بينو، الذي كان مصدر التهديد الوحيد فإن تشكيل الهلال ضم أكثر من موهوب. ولاعبو الوسط جميعهم يقتحمون ويهددون ويسجلون. لم يكن الهلال رغم فوزه في أفضل حالاته، وظهر في الشوط الثاني مدافعا تعرض لضغط شديد، وكان (محشورا) على غير عادته في الدوري المحلي، وتمكن من حسم المباراة باكرا من كرتين ثابتتين، وساهم احتساب الحكم الدولي خليل جلال لخطأ في مكان صعب، وركلة جزاء دون تردد في إزالة مخاوفهم من التحكيم المحلي التي سيطرت على تصريحات وآراء الهلاليين الذين طالبوا بحكام أجانب وهم الذين يعلمون أن النظام لا يسمح للضيف بطلب الاستعانة بالأجنبي!! الهلال عاد للصدارة التي تعشقها جماهيره، والنصر يواصل النزيف وسط فرجة إدارته التي لا تريد التغيير، ولا تعترف بأخطائها، أخطائها في اختيار الجهاز الفني، والإعداد للموسم الرياضي، وانتقاء اللاعبين الأجانب، والاستعانة بلاعبين استغنت عنهم أنديتهم بعد أن قدموا كل ما لديهم، ليفرضوا على تشكيل الفريق (الأصفر) ويحرم أبناء النصر الذين استبشرت جماهيره بأن يأخذوا فرصا تدريجية، فقد كان مصعب العتيبي وفهد الرشيدي وعبدالإله النصار ويوسف خميس، وأحمد الجيزاني والمخلص طارق العواد وغيرهم من نتاج قاعدة النصر أحق بارتداء شعار (العالمي) ممن استنزفوا الخزانة النصراوية دون مردود فني. لقد كشفت الجولات الماضية ونحن نقترب من نهاية الدور الأول للدوري أن النصر بصورته الحالية وبقيادة مدربه الأرجنتيني جوستافو كوستاس لا يمكن أن يحقق طموح الجماهير، ومن المفترض أن تدرس الإدارة الوضع بعناية أو النظر لمستقبل الفريق الذي لن يعيده سوى أسماء إضافية جديدة من شبابه تدعم الإيجابيات الموجودة والتي لا يمكن أن يلغيها خسارة (ديربي) فضلا عن أهمية إعادة صياغة الرباعي الأجنبي الذي لا يبدو قادرا على إحداث التأثير المنتظر.