لن أقف على التناقض ما بين تصريحات الدكتور حافظ المدلج عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي ونائب المدير التنفيذي لهيئة دوري المحترفين، وتغريدات ياسر المسحل عضو لجنة الأندية المحترفة في الاتحاد الآسيوي في (تويتر) والتي تناقلتها وكالات الأنباء حتى لا نذهب باتجاه الفروع ونترك الأصل. الدكتور المدلج يصر على ألا سبب آخر لسحب نصف مقعد من السعودية في دوري أبطال آسيا غير معدل الحضور الجماهيري في المباريات، بينما كشف المسحل عن أن هناك أربعة أسباب ساهمت في ذلك القرار، وهي نقص معدل الحضور الجماهيري، وعدم جاهزية الملاعب الرياضية، وضعف المعايير التجارية، وقلة الرعاة للأندية. شخصياً لن أرجح موقف أحد منهما على الآخر، فالمدلج يتعاضد موقفه مع موقف محمد النويصر المدير التنفيذي لهيئة دوري المحترفين، بينما يعاضد موقف المسحل تصريحات الأمين العام للاتحاد القطري سعودي المهندي الذي أكد فيها بأن فوز بلاده بأربعة مقاعد يعود للمستوى الفني، والحضور الجماهيري، والمنشآت، والدعم الحكومي، والتمويل المالي، والاحترافية وغيرها، وكأني به يشير إلى الشروط العشرة لاستيفاء اللعب في دوري المحترفين. خسارتنا لنصف مقعد استدعت البعض لتعليق المشانق للنويصر والمدلج، وهما مسؤولان ولا شك في الإبطاء بتنفيذ العديد من المشاريع التي اخترقت أسماعنا من كثرة ما تم ترديده عن تطوير بيئة الملاعب دون أن نرى لكثير منها وجودا على أرض الواقع؛ لكن السؤال: هل هذان الرجلان وحدهما مسؤولان عن واقع كرة القدم المتخلف لدينا قياساً بالواقع المتطور اليوم؟!، أم أن المسؤولية حكومية بالدرجة الأولى تخص الرئاسة العامة لرعاية الشباب، باعتبارها الجهة المعنية بالأمر على مستوى إقرار المشاريع وتنفيذها وكذلك مراقبتها. ما يقوم به النويصر والمدلج وفريق هيئة دوري المحترفين لا يصل إلى جذور المشكلة، وإنما هو فقط يلامس قشرتها، فهم بمثابة أطباء تجميل لمريض يعاني من مشاكل عضوية مستفحلة في جسده وأثرت على مظهره الخارجي، ولا حلّ لديهم غير ترميم تلك الصورة، وإلا فلب المشكلة في غياب الخصخصة، وسوء المنشآت، وضعف التمويل الحكومي، وغياب الآليات القانونية والديموقراطية، واستحالة المحاسبة، إلى جانب غياب التخصصية والمهنية بين كوادر الرئاسة، ويزداد عمق المشكلة في المحاولات المستميتة في الالتفاف على كل ذلك بتنظيمات شكلية، ووعود زائفة، ولجان ورقية. هيئة دوري المحترفين ستبقى عاجزة عن القيام بأدوار أبعد من مجرد طلاء الصورة وتجميلها، لأنها لا تملك مفاتيح قرارات مهمة، فهل تملك قرار دفع الحقوق المالية المتخلفة للأندية من الموسم الماضي؟، وهل تملك القدرة على معرفة قيمة إيرادات النقل التلفزيوني للموسم الحالي فضلاً عن صرفها؟، بل هل تملك القرار في مسألة تسويق النقل التلفزيوني نفسه؟، رغم أن كل ذلك من مسؤولياتها، وهي الأمور التي تمثل رأس جبل الجليد، وإلا فالجبل متخم حد الانفجار.