وصل مساء أمس الأحد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى العاصمة الجزائر في زيارة تستغرق يومين قادما من العاصمة المغربية الرباط ضمن جولة مغاربية تقوده كذلك إلى تونس وليبيا. وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار الجزائر الدولي رئيس مجلس الأمة عبدالقادر بن صالح، ثاني أهم رجل في الدولة بعد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وحسب مصدر من الخارجية فإن زيارة محمود عباس الذي أجرى محادثات على انفراد مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة دامت قرابة الساعتين مباشرة بعد وصوله الجزائر قبل أن تتوسع لتشمل رئيس مجلس الأمة الجزائري والوزير الأول الفلسطيني أحمد قريع، تأتي على ضوء المحادثات التي أجراها الرئيس الفلسطيني مع الرئيس الأمريكي جورج والكر بوش، إذ أطلع محمود عباس بوتفليقة بالمحاور الكبرى التي شملها اللقاء بالأخص فيما يتعلق بتفعيل مبادرة السلام العربية، باعتبار الرئيس الجزائري يرأس حاليا القمة العربية. وفي تصريح للصحافة أكد الرئيس الفلسطيني أن محور الحديث مع الرئيس بوتفليقة دار اساسا حول ملف القضية الفلسطينية التي قال بشأنها إنها «تحظى بمكانة هامة في قلب الرئيس بوتفليقة» الذي ويليها كما أضاف «عناية خاصة واهتماماً بالغاً». وأشار محمود عباس أن المحادثات تناولت على وجه الخصوص الأوضاع التي تشهدها الساحة الفلسطينية وما جرى من تقدم في الفترة الأخيرة، كما تبادل مع نظيره الجزائري الحديث حول قضايا تتعلق بالقمة العربية الأخيرة التي احتضنتها الجزائر يومي 22 و23 مارس/ آذار الماضي، فضلا عن مناقشة كيفية متابعة أعمال القمة العربية وتنفيذ جملة التوصيات التي خرجت بها. من جهة أخرى صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الاحد بانه على حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التخلي عن العنف واجراء حوار مع حركة فتح - على حد قوله -. وقال عباس في حديث لشبكة «ايه.بي.سي» الاميركية ان «المناخ الحالي ملائم لاجراء مفاوضات سياسية» مضيفا «بالتالي عليهم في حماس استخلاص ان الطريق الان هو الطريق السياسي ولا بديل عنه». واوضح عباس ان الهجمات العنيفة في قطاع غزة تراجعت بنسبة 90٪ منذ تولي حكومته مهامها قبل اربعة اشهر وانها بالتالي مسؤولة عن هذا النجاح. وقال «بدأنا بالتصدي لثقافة العنف واوقفنا ثقافة العنف وبدأ الشعب الفلسطيني ينظر اليها كشيء يجب ادانته ووقفه». وانهى عباس زيارة للولايات المتحدة التقى خلالها لاول مرة الرئيس الاميركي جورج بوش منذ توليه رئاسة السلطة الفلسطينية في كانون الثاني/يناير.