أوضح الأستاذ مسعد بن سعود بن سمار العتيبي المشرف العام على مسابقة شاعر الملك في تصريح ل «الرياض» أن فكرة المسابقة جاءت كمبادرة من قناة المرقاب الفضائية للتعبير عن مدى الوفاء والولاء والمحبة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بعد عودته سالماً معافى إلى ارض الوطن بعد رحلته العلاجية في الخارج، كما كانت المسابقة تعبيرا عن العرفان للملك بعد اصدارة الأوامر الملكية التي أثلجت صدور كل أبناء الوطن، والحمد لله فقد لاقت المسابقة أصداء ممتازة وردة فعل طيبة من كل فئات الشعب السعودي. وأضاف أن وسائل الإعلام على اختلافها تهدف إلى إيصال رسالة محددة إلى جمهور المشاهدين، ويهدف البعض من إطلاق المسابقات الشعرية إلي الكسب المادي وقد يكون الهدف إمتاع جمهور المشاهدين بما يقدمه الشعراء من شعر جزل ورصين، وهدفنا من إطلاق المسابقة إلي تحقيق غايات ثقافية واجتماعية وتربوية ووطنية، تمثلت في توظيف الشعر لما له من قبول ووقع خاص لدى المجتمع السعودي في تعزيز القيم السامية كالولاء والوحدة الوطنية والمواطنة الصالحة وحب الوطن، ومواجهة التيارات المنحرفة وتوثيق الانتماء إلي الإرث الثقافي المحلي. وأكد بن سمار أن الابتعاد عن التصويت جاء لأنها تؤجج النعرات القبلية بين أبناء الشعب وهذا الأمر لا يخفى على احد، ولكن نحن طرحنا مسابقة خالية من عنصر التصويت وهذا الجانب كان له اثر كبير في التفاف كل فئات الشعب السعودي حول المسابقة لمتابعة الشاعر الذي يلقي القصيدة باعتباره شاعرا سعوديا وليس شاعر قبيلة بعينها. كما أشار بن سمار في حديثه إلى أن المسابقة مسابقة وطنية ولها أهداف تسمو على مسألة الربح المادي ولأهداف المادية تتضاءل أمام الأهداف الوطنية، ولو اطلعت على أهداف المسابقة ستجد أن الجهة المنظمة لم تضع الكسب المادي أبدا في أجندتها، وإلا كيف نسعى للكسب المادي واحد أهدافنا تحقيق اللحمة الوطنية بين مكونات الشعب السعودي، والمعروف أن التصويت كأداة من أدوات الربحية في المسابقات خشية اثارة النعرات القبلية ويعمق التباعد القبلي. وأوضح بن سمار أن تفاعل الشعراء مع إعلان المسابقة كبيرا جدا وفاق توقعاتنا، بحيث شارك في المرحلة الأولية من المسابقة أكثر من عشرة آلاف شاعر من المملكة والدول الخليجية والعربية، وهناك العديد من الشعراء اللذين لم تتح لهم فرصة المشاركة في المسابقة عند انطلاقتها، وابدوا رغبتهم في المشاركة في هذا الجهد الوطني بأي شكل من الأشكال حبا في خادم الحرمين الشريفين، وإيمانا منا كجهة راعية برصانة القصائد التي شاركت في المسابقة سنقوم إن شاء الله بإصدارها في ديوان واحد يشمل كل القصائد. وعن مراحل المسابقة أكد بن سمار إلى أنها كانت على ثلاثة مراحل المرحلة الأولى والتي شارك فيها أكثر من عشرة ألآف شاعر، كانت هناك لجان في المناطق بهذه المرحلة استقبلت الشعراء في مناطقهم وأجرت لهم المنافسات، وتمخضت تصفيات هذه المرحلة عن وصول 250 شاعر وشاعرة إلى المرحلة قبل النهائية، وفي المرحلة قبل النهائية تمت تصفية الشعراء إلي 50 شاعرا وشاعرة هم الذين شاركوا في المرحلة النهائية للمسابقة، والملفت أن عدد الشاعرات المتأهلات للمرحلة النهائية بلع خمسة شاعرات من 50 أي: بنسبة 10 في المائة، وفي اعتقادي أن هذه النسبة كبيرة ولم تكن متوقعة. استبعدنا التصويت خشية إثارة النعرات القبلية وعن الموضوعات الشعرية خلال مراحل المسابقة أشار بن سمار إلى أن المرحلة الأولى كانت المشاركات مفتوحة بحيث يكتب الشاعر في أي موضوع يختاره بشرط أن يكون متوافقا مع شروط وأهداف المسابقة، وفي المرحلة قبل النهائية كان الموضوع المطروح علي الشعراء جهود خادم الحرمين في مجال مكافحة الفقر، أما في المرحلة النهائية فقد كان هناك تفاعل مع قرارات خادم الحرمين الشريفين الأخيرة بمجلس الشورى بما يخص المرأة حيث كان لهذه القرارات نصيب وافر من قصائد الشعراء. وعن المرحلة النهائية من المسابقة أوضح بن سمار إلى أنها انطلقت يوم 9 شوال بشكل استثنائي، أما بقية حلقات المسابقة تبث يوم الثلاثاء من كل أسبوع كما مقرر لها، وتبث كل الحلقات مباشرة على قناة المرقاب وقناة روتانا خليجية عند تمام الساعة التاسعة مساءً. ويحيي كل حلقه فنان أو نجم تمثيل أو شاعر ذو شعبية أو شخصية اعتبارية، أما الخمسة المتأهلون سيكون لهم الحلقة الختامية من البرنامج التي سيعلن فيها «شاعر الملك» كبطل للمسابقة، ويمنح الجائزة المرصودة لصاحب اللقب. وعن جوائز المسابقة أكد بن سمار إلى أنها بلغت عشرة ملايين ريال وهي في نظرنا قليلة فمقام خادم الحرمين الشريفين أكثر من ذلك بكثير، وهو عربون مواطنة لشعرائنا الشباب الذين يرسمون صور شعرية فريدة بحق ملك فريد، وندعو الله أن يكون وفقنا عندما منحناهم هذا التقدير وهم في الواقع قدرهم أكثر بكثير ، كما رصدت اللجنة العليا لمسابقة شاعر الملك جوائز نقدية قدرها 400 ألف ريال سعودي للحضور في مسرح مسابقة شاعر الملك بواقع 50 ألف ريال لكل حلقة. واختتم بن سمار حديثه مشيداً بالتغطية الإعلامية للمسابقة قائلاً :» لقد حظيت بتغطية إعلامية واسعة على كافة المستويات من القنوات الفضائية والصحف المحلية المطبوعة والالكترونية والمواقع سواء قبل انطلاقها أو بعد، وأنا أشكر الجميع على تفاعلهم مع هذا الحدث الوطني ولكن كلمة حق يجب أن تقال فقد كانت صحيفة «الرياض» الأكثر تميزاً من بين الصحف الأخرى سواء في التغطية المباشرة والشاملة وإعطاء المسابقة حقها كاملاً فلكم في جريدة الرياض كل الشكر والتقدير والامتنان. كما قدم بن سمار شكره الوافر لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، على تفاعله مع هذا الحدث الثقافي الوطني الهام ومتابعته له. ونآمل أن يكون داعما للمسابقة بحضور الحلقة النهائية وإعلان بطل المسابقة.