تناقلت الأخبار منذ فترة... وضع أكبر توأمين ملتصقين في العالم ، وهما الآن في سن الخمسين عاماً. وكان الأطباء قبلها توقعوا موتهما في سن مبكرة. الا أن الله قدّر لهما أن يعيشا حتى يبلغا سن الخمسين. تأملت صورهما ومدى معاناتهما ورددت بعمق الحمد لله. كانا ولدا وبنتا"جورج ولوري" ولدا في أمريكا.. ملتصقين في منطقة الرأس. والولد لديه شلل وأخته التي تساعده وتدفعه على الكرسي المتحرك!. تقول"لوري" لقد تعلمنا الكثير خلال السنوات الماضية..وحاولنا أن نعيش إلى أقصى حد ممكن. جلست أفكر مهما كنا نحب قرب الآخرين والتواجد مع من نحب في مكان واحد ولأطول وقت ممكن؛ الا أننا نحتاج للاختلاء بأنفسنا بين وقت لآخر.. فكيف استطاع هذان التوأمان أن يعيشا وهما ملتصقان.. كيف استطاعا أن يتحملا ما أسميه "القرب المؤلم"؟! أعتقد أن قصتهما مثال للصبر والمعاناة! وشجاعة مواجهة أقدار الله بشجاعة ومحاولة تحسينها إلى أقصى حد ممكن!! هناك قصص مشابهة على ما أذكر حكاية التوأمين الإيرانيين اللذين توفيا أثناء محاولة فصلهما! وبعدها أحجم توأمان هنديان عن الإقدام على عملية الفصل خوفاً من وفاتهما!! يالها من حياة ويالها من معاناة!! وكم هو رائع لو تُكتب في رواية أو في فيلم تجسد حياة توأمين ملتصقين..لأنها تجربة مختلفة مليئة بالصبر والأمل والألم!! وأفكر من ناحية أخرى هل سيكونان كذلك لو قدر الله أن يولدا في مجتمع آخر؟!. لا شك أنهما واجها معاناة كبيرة ونظرات الاستغراب والشفقة من المجتمع، ولكنها أقل في اعتقادي مما لو ولدا في مجتمع عربي! لماذا لأننا نخجل ونخبئ أفرادنا المعاقين!. نحن حتى نحاول قدر الإمكان تجاهل وجودهم وإنكاره!!. نحن لم نؤهل حتى الطرق والمباني لتسهيل حياتهم!!. كل هذه الأفكار دارت برأسي وأنا أتأمل صورهما.. وجعلتني أفكر كم يكون الاقتراب والالتصاق بمن نحب.. أحيانا صعباً ومؤلماً!! وكم قد يساعدنا المجتمع على تقبل وضعنا مهما كان.. وكم قد يثبطنا ويوهن من عزيمتنا في نفس الوقت!!.