بابتسامة متفائلة بعد أشهر من المعاناة وكأنها تستقبل الحياة من جديد تماثلت الطفلة غلا الزهراني للشفاء وبدأت في التفاعل مع من حولها وأصبحت تمارس حياتها بشكل طبيعي إذ كانت جثة هامدة إثر تعرضها لحادث سير مروع أصابها بمشكلات صحية عديدة تم تشخيصها وقتها على أنها شلل رباعي وفقدان للذاكرة وإصابة بالغة بالدماغ والمخ والعمود الفقري. وقال والد الطفلة غلا يوسف الزهراني: إن كلمات الشكر لا تفي الفريق الطبي بمجموعة د. سليمان الحبيب حقهم على ما بذلوه وقدموه من رعاية لابنتي خلال الأشهر الماضية والتي قضتها بين غرف العمليات والطوارئ والتنويم ومتابعة برامج العلاج ومقدما شكره لوزارة الصحة والحكومة الرشيدة على تكفلها بنفقات العلاج. وفي محاولة منه لاستذاكر ملابسات الحادث ورحلة العلاج قال الزهراني : منذ ثماني شهور وتحديداً في 19 من شهر ربيع الآخر 1432 ه تعرضت ابنتي لحادث مروع في أبها إذ كانت وقتها جثة هامدة من تعدد الإصابات التي لحقت بها ، وأضاف : تمت مخاطبة جميع المستشفيات الحكومية والخاصة إلا أن جميعها اعتذرت عن استقبال ابنتي غلا نظراً لسوء حالتها الصحية مما زاد ألمي إلى أن خاطبت مجموعة د. سليمان الحبيب وتمت دراسة كافة التقارير الطبية ونظراً للإمكانيات الكبيرة في هذا المستشفى تمت الموافقة على استقبال الحالة وقد استقبلني الدكتور مكي حميد استشاري المخ والأعصاب المشرف على الحالة وبث في الأمل من جديد لعلاجها. وتابع الزهراني : بعد ذلك تم نقل غلا بالإخلاء الجوي من أبها لطوارئ د. مستشفى سليمان الحبيب وعلى الفور بادر الدكتور مكي حميد بتشكيل فريق طبي متكامل وتلقت رعاية وعناية متميزة من خلال استشاريي المخ والأعصاب وجراحة العمود الفقري والمخ والأعصاب والعيون واستشاريي طوارئ الأطفال وأخصائيي نطق وتخاطب وعلاج طبيعي حتى أصبحت ابنتي بفضل الله تمارس حياتها بشكل متميز فهي اليوم أصبحت قادرة على الوقوف والمشي واستجابتها لما حولها تزيد يوماً بعد يوم. من جانبه قال الدكتور مكي حميد استشاري المخ والأعصاب والحاصل على الزمالة البريطانية والمشرف على علاج غلا: انه بفضل الله تكللت جهود فريق كامل من الاستشاريين بنجاح كبير، مشيراً إلى أن الطفلة غلا تم استقبالها في طوارئ مستشفى د. سليمان الحبيب فاقدة للوعي ومتشنجة بشكل مخيف حيث أجريت لها عدداً من الفحوصات والتي أظهرت بدقة أنها تعاني من توتر عضلي ناجم من العقد القاعدية وارتباك في وظائف المخيخ إثر الحادث حيث أصيبت بضربة قوية في الجزء الخلفي من رأسها أثناء الحادث كما أن وعيها كان موجودا لكن غير قابل للانتباه وأجريت لها جراحة ناجحة في المخ لسحب السوائل الموجودة على الدماغ . وتم زرع أنبوب لسحب الماء من سطح المخ إلى جوف البطن لإزالة الضغط على الدماغ وهو ما أسهم في نمو المخ بشكل طبيعي، وعن حالة غلا الآن قال الدكتور مكي حميد انها ولله الحمد أبدت تحسناً وتجاوباً متميزاً للعلاج خلال فترة قياسية وتحسنت حالتها بنسبة عالية جداً وستخضع لبرنامج تأهيلي خلال الفترة القادمة لاستعادة نشاطها بشكل كامل. غلا مع والدها