اعتبرت سوريا ان قرار تعليق مشاركتها في الجامعة العربية "مشين" مستبعدة أي تدخل خارجي بفضل موقف روسيا والصين التي حثتها الاثنين على تطبيق الخطة العربية للخروج من الأزمة فيما تزايدت الضغوط والتهديدات بتشديد العقوبات عليها. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي في دمشق الاثنين ان القرار الذي اتخذته الجامعة العربية السبت "مشين"، لذلك يمكن ان نتوقع منه أشياء اخرى تبنى عليه". واضاف ان هذا القرار "ما كان ينبغي ان يصدر احتراما للحقائق على الارض وما تمثله سوريا من مكان ثقل في العمل العربي المشترك وفي الأمن القومي العربي". وتابع الوزير السوري ان خطة اصدار القرار "مبيتة ومقررة والقرار الصادر غير قانوني" لانه "يحتاج الى اجماع من كل الدول العربية والدولة المعنية، وهذا لم يحدث". الصين تحث نظام الأسد على تطبيق «الخطة العربية».. والأوربي يقرر توسيع العقوبات واكد ان القرار "وما تضمنه من بنود اخرى يشكل خطوة بالغة الخطورة على حاضر ومستقبل العمل العربي المشترك وعلى مقاصد مؤسسة جامعة الدول العربية ودورها". وكانت الجامعة العربية قررت السبت تعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها. ولكنها قالت بعد يوم انها ستعقد اجتماعا جديدا هذا الاسبوع وسط مؤشرات على انقسامات بين الدول العربية الاعضاء ال 22 على تعليق عضوية دمشق. وكان تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية المطلب الاساسي للمعارضة السورية التي زارت وفود واستبعد المعلم تدويل الازمة السورية بفضل موقف روسيا والصين. وقال ردا على سؤال في هذا الشأن ان "الموقف الروسي والصيني والذي حظي بشكر وامتنان شعبنا لن يتغير طالما نحن على تنسيق وتشاور". واكد المعلم انه "لا حدود لتعزيز علاقاتنا مع روسيا لتكون انموذجا للعلاقات الاستراتيجية وفي مختلف المجالات". ورأى وزير الخارجية السوري ان "السيناريو الليبي لن يتكرر في سوريا (...) اذ لا يوجد اي مبرر لكي يتكرر هذا السيناريو وما يجري في سوريا مختلف عما كان يجري في ليبيا". فقد صرح مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس في بروكسل ان الاتحاد الاوروبي قرر توسيع عقوباته على النظام السوري لتشمل 18 شخصا اضافيين لا سيما من العسكريين وان يجمد قروضا اوروبية الى البلاد بسبب استمرار اعمال القمع. من جهتها، حثت فرنسا على لسان وزير خارجيتها الان جوبيه الاثنين الأممالمتحدة الى ايجاد وسيلة توفر "مزيدا من الحماية" للمدنيين في سوريا امام "التعنت الدموي لنظام دمشق" ضد المحتجين. وأعربت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون عن "قلق" الاتحاد الاوروبي على المدنيين في سوريا وتحدثت عن ضرورة البحث مع الجامعة العربية "ما يمكن القيام به لحماية المدنيين". أما الصين، حليفة النظام السوري، فقد حثت من جهتها سوريا على تطبيق الخطة العربية للخروج من الازمة وامتنعت في الوقت نفسه عن دعم عقوبات جديدة محتملة ضد دمشق. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية لي وايمين "مرة جديدة تدعو الصين الحكومة السورية وكل الأطراف المعنية الى وقف العنف واطلاق عملية سياسية شاملة ومتزنة، ومضاعفة الجهود لتطبيق مبادرة الجامعة العربية". ووقع النظام السوري على المبادرة التي تم التوصل اليها لانهاء حملة القمع الدموية التي يشنها النظام على الاحتجاجات تحت ضغط من الدول العربية الاخرى لتجنب تدويل الأزمة. وندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين بقرار الجامعة العربية تعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها معتبرا ان هذا الاجراء "غير صائب" كما افادت وكالات الانباء الروسية.