في منتصف ليلة 31 اكتوبر 2011م احتفل العالم بعد أن أبصرت الطفلة اليمنية النور في هذا الكون بالوصول الى عدد 7 مليارات نسمة لإجمالي سكان الكرة الارضية ، وقد حسم صندوق الأممالمتحدة للسكان الجدل لصالح الطفلة اليمنية التي ولدت في مستشفى صنعاء بعد ان طالبت كل من الفلبين وروسيا والهند بأحقية كل منها بمولود رقم 7 مليارات للدخول في كتاب جنس للأرقام القياسية ، وكانت هذه الطفلة اليمنية صاحبة الحظ في هذا الرقم المميز عالمياً ، وبغض النظر عن هذه المعلومة الا ان الأهم من وجهة نظري.. هو.. هل العالم قادر بموارده وثرواته الحالية ان يستطيع تلبية وسد حاجة هؤلاء السكان وإشباعهم؟ في حقيقة الأمر الناتج العالمي لدول العالم اجمع ويقدر ب 59 تريليون دولار امريكي يخصم منها 1.6 تريليون دولار وهي غسيل اموال ، و 30 % قروض اجمالية عالمية من الناتج المحلي العالمي حسب مصادر الاممالمتحدة هل هي كافية في حال قسمتها على ال 7 مليارات نسمة؟ بالطبع التوزيع لا يتم بعدالة فذلك يعود حسب ثروات وموارد الدول، فدولة كالولايات المتحدة ليست كدولة مثل الصومال في الموارد!ولكن اذا نظرنا لآسيا فقط والتي تمثل حوالي 61% من اجمالي سكان العالم بوجود اكبر دولة في العالم من حيث السكان وهي الصين ب 1,34 مليار نسمة ثم الهند ب 1,24 نسمة او الدول العربية مثلا والتي يقدر سكانها بحوالي 338 مليون نسمة واجمالي انتاجها المحلي 1,3 تريليون دولار امريكي هل تكفي مواردها وانتاجها للوفاء بمتطلبات معيشة سكانها؟ بالتأكيد ان الثروات متفاوتة والدول التي تستطيع ادارة ثرواتها وتنميتها وتوجيهها لبناء الانسان ومعيشته وتنمية بلدانها وتوزيعها بعدالة وشمولية سيكون في مقدورها تحقيق هذه الاهداف والتجارب والنماذج واضحة ،هناك توقعات ان يصل اجمالي سكان العالم 9 مليارات في عام 2050م وهذا سيكون تحديا كبيرا للحكومات في استثمار وتنمية ثرواتها للاجيال القادمة ، حيث تشير بعض التقديرات الان ان نصف سكان العالم يعيشون على اقل من دولارين في اليوم الواحد ، وان 40 % من سكان العالم الاكثر فقراً يحصلون على 5 % فقط من الدخل العالمي و 20 % من سكان العالم الاكثر غنى يحصلون على ثلاثة ارباع دخل العالم وهذه معادلة تتسم بالصعوبة والتحدي على منظومة الاممالمتحدة وقدرتها على الحفاظ على الاستقرار العالمي المنشود ، والاخطر من ذلك هو المؤشر الذي اطلقته الاممالمتحدة ويذكر ان ثلثي سكان العالم اي ما يعادل 5,1 مليار نسمة تقريباً يعيشون من دون تغطية اجتماعية ! وهذا قمة التحدي والخطورة ، ونحن ندرك ان الانسان هو محور الحياة واستقرارها وتوفير لقمة العيش له والحياة الاجتماعية الكريمة له هي القضية التي تمثل محور التحدي والاستقرار لكل الشعوب والحكومات ، وزيادة العالم بهذه الكثافة السكانية تواجهها تحديات عديدة من توفير الامن والغذاء والخدمات الاجتماعية ،وحتى المياه وهي مورد ضروري يقال ان ثلث سكان العالم سيعانون من شح المياه في العشرين سنة القادمة ، وهذه مؤشرات تدل على حراجة هذا الموقف ،اعتقد من وجهة نظري ان العالم في ظل هذه الزيادات السكانية حتى وان استخدم تحديد النسل في بعض الدول كالصين مثلا وتركه في دول اخرى مفتوحا مثل دول العالم الثالث وفي دول اخرى تلعب الثقافة الاسرية والاجتماعية في ضبط الزيادات السكانية خاصة في الدول المدنية المتحضرة الا انه بشكل عام يظل هذا الامر هاجسا دوليا لمنظمات الاممالمتحدة في السكان والصحة والتعليم والاقتصاد لوضع ودراسة مدى مواكبة الدخل والثروات والموارد المتاحة لشعوب العالم وتوزيعها مع هذه السبعة مليارات نسمة الحالية ومع زيادة مليارين اضافيين في العشرين سنة القادمة، فان كان الاقتصاد العالمي والناتج لا يكفي لسد حاجة ورمق هذا الانسان كما هي المناظر والمشاهد المروعة في الصومال ودول افريقيا التعيسة فلنقل قف ايها التعداد السكاني فالإنسان لا يستطيع الحياة. الخاطرة إن كنت غنياً فتناول طعامك متى شئت وان كنت فقيراً فتناول طعامك متى استطعت