اسفر الاجتماع الأخير الذي عقد الاسبوع المنصرم في كل من بروكسلوجنيف بين ممثلي ايران والترويكا الاوروبية عن اتفاق بين الجانبين بعدم تنفيذ ايران لتهديدها باستئناف قسم من نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم حاليا حتى يتم دراسة المقترحات التي قدمتها الترويكا لايران من جانب المسؤولين الايرانيين. واعلن امين المجلس الاعلي للامن القومي الايراني حسن روحاني بعد عودته من جنيف الى طهران ان ايران تسلمت اقتراحا جديدا من الترويكا الاوروبية ومن المقرر ان تتدارس طهران هذا الاقتراح ولهذا السبب لم تعلن ايران عن قرارها بشأن استئناف قسم من النشاطات المتعلقة بتخصيب اليورانيوم في اصفهان. واضاف روحاني بأن الاوروبيين اعلنوا ايضا بأنهم يعدون مقترحا كاملا حول التعاون مع ايران سيقدمونه اواخر تموز القادم ولهذا السبب فاننا سننتظر الاقتراح الجديد. ولكنه اضاف بأن هذا لا يعني اننا سنواصل تعليق تخصيب اليورانيوم. وقال روحاني اذا قبلنا ان ننتظر الاقتراح الجديد فاننا قد وافقنا على مواصلة تعليق تخصيب اليورانيوم وهذا الامر يرتبط بقرارنا القادم. ويبدو ان تصريحات روحاني تنم عن موافقة ايرانية غير معلنة على مواصلة تعليق تخصيب اليورانيوم بعد ان رفعت الولاياتالمتحدة معارضتها لعضوية ايران في منظمة التجارة العالمية وموافقتها على تزويد ايران بقطع غيار الطائرات وهذا ما يدل على حلحلة في موقف الولاياتالمتحدة تجاه ايران بعد ان اسفرت المفاوضات الايرانية الاوروبية الأخيرة عن تليين الموقف الايراني . وتصر الولاياتالمتحدة والترويكا الاوروبية على وقف تخصيب اليورانيوم من جانب ايران في الوقت الذي تعتبر ايران تملكها التقنية النووية حقا مشروعا لها. ويبدو ان الاوروبيين يأملون ان يقنعوا الايرانيين بوقف تخصيب اليورانيوم مقابل تقديم امتيازات لايران وهذا ما تأمله الولاياتالمتحدة وقد خطت الخطوة الاولى من اجل تشجيع ايران على وقف تخصيب اليورانيوم. ولكن الايرانيين لم يظهروا حتى الآن اي رد فعل حقيقي تجاه الخطوة الامريكية التي تعتبر بنظر بعض المراقبين خطوة هامة بالنسبة لايران اذ ان موافقة منظمة التجارة العالمية على بدء المفاوضات مع ايران حول عضويتها في المنظمة وموافقة الولاياتالمتحدة على بيع قطع غيار الطائرات لايران خطوتان هامتان بالنسبة لايران ويرى المراقبون بأن الخطوة الامريكية الثانية اي بيع قطع غيار الطائرات لايران خطوة كبيرة سيكون لها تأثير كبير على النقل الجوي الايراني الذي يعاني من مشكلة ونقص في قطع غيار الطائرات. ويرى مراقب للاوضاع الايرانية ان المباحثات الايرانية الاوروبية بدأت توتي ثمارها وان الايرانيين راضون عن سير هذه المباحثات مع انهم لم يصرحوا علانية عن ذلك ولكن تخفيف اللهجة الايرانية دلالة على رضا الايرانيين وعدم اطلاق تصريحات متشددة تجاه الموقف الاوروبي المدعوم بامتيازات امريكية لايران.