يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي). تظل الذكريات والكلمات الجميلة والألفاظ الحلوة والطبائع الحسنة والابتسامة غير المصطنعة التي يُعرف بها أشخاص معينون في ذاكرة الإنسان ولا يمكن ان ينساها فيمن قابلهم أو رآهم بنفسه ولقد رأيت هذه الصفات المجتمعة في سمو المغفور له بإذن الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز عندما رأيته لأول مرة في حياتي عندما رعى حفل الختام لتجمع الجوالة العربي والإسلامي الذي عقد بمكة المكرمة خلال موسم حج عام 1384ه . أي قبل خمسين عاماً تقريباً بناءً على موافقة الملك فيصل رحمه الله، وذلك في مقر المعسكر الكشفي الدائم بحي البغدادية بجدة ورأيته أيضاً للمرة الثانية عن قرب خلال استقباله لوفود ورؤساء الجمعيات الكشفية العربية والمنظمات العربية والعالمية المشاركين في المؤتمر الكشفي الثالث والعشرين المنعقد بالرياض عام 1422ه ولم تختلف إنسانيته وابتسامته وألفاظه عما رأيته في سموه رحمه الله في المرة الأولى فهو سلطان بن عبدالعزيز الذي تربى وترعرع في كنف والده الملك عبدالعزيز الذي رباه على هذه الصفات الحميدة كما تربى عليها اخوانه الكرام. وفي هاتين المناسبتين كان سلطان المحبة، سلطان الخير، سلطان الإنسانية، سلطان الزعامة والشموخ يؤكد للحاضرين الذين شاركوا في التجمع الكشفي الإسلامي أو الذين تشرفوا بالسلام عليه بأن المملكة العربية السعودية وطن ثانٍ لكل عربي وإسلامي وأنها خدامة لضيوف الرحمن وبيت الله الحرام وان المملكة ترحب بكم دائماً كأعضاء متحابين متعاونين متكاتفين، وأن المملكة تعمل بكل جهد لتحقيق التلاحم وتوثيق التضامن والتقارب الإسلامي. وقال سموه عن الكشافة بأنها تحظى بالمحبة والدعم من لدن ولي الأمر ومن المسؤولين في الدولة ونثق بالكشافة في كثير من أعمال الحج لأنهم يتسابقون ويتفانون في خدمة ضيوف الرحمن بصدق وإخلاص. وقال سموه عن الكشافة في العالم إنها تمثل السلم والسلام وهو شعار تدعو له دول العالم أجمع. ومن هذا المنطلق أحب أن أذكر بالشكر والعرفان لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله فإن سلطان بن عبدالعزيز وقف بجانب الكشافة ودعم نشاطها وقدم الكثير من الأدوات والتجهيزات ووسائل النقل التي تحقق أهدافها وغاياتها ومن هذه المساعدات. مجموعة من فرقونات المياه تزيد عن ستين فرقوناً مع براميلها الخاصة والتي تستخدم في معسكرات الجيش وكمية من الخيام الكبيرة المبطنة والتي تزيد عن (200) خيمة مساحة الخيمة الواحدة 16م*20م وقد استخدمت هذه الخيام وهذه الفرقونات في معسكرات الكشافة خلال مواسم الحج بمكة ومنى وعرفات وفي معسكرات الكشافة التي تقام بمختلف مناطق المملكة وقد وثقت هذه المساعدات في كتابي الأخير الذي صدر عام 1428ه بعنوان: (تاريخ الكشافة عربياً وعالمياً وتاريخها في عهد ملوك المملكة العربية السعودية) ص 148 اعتزازاً بمواقف سموه النبيلة والكريمة مع الكشافة ولا أنسى موقف سموه مع الاتحاد العالمي للكشافة المسلم فقد تبرع له بقطعة أرض كبيرة كما قدم له مبلغ مليون ريال (1000000 ريال) كمساعدة للمنشآت التي ستقام على تلك الأرض وكذلك تأمين الطائرات الحربية والمدنية لنقل الكشافة مع عفشهم إلى المعسكرات الكشفية العربية والدولية وآخرها معسكر السلم والسلام المقام في السويد. رحم الله سلطان بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته. وإن يلهم خادم الحرمين الشريفين والأسرة الحاكمة ولأبنائه الكرام خالد - فهد - بندر - فيصل - وتركي وبقية اخوانهم واخواتهم الصبر والسلوان على فراق سلطان العطف والاحسان وأتمنى لهم طول العمر واستمرارهم على تكاتفهم وتعاضدهم ومحبتهم لبعضهم البعض ولأبناء شعبهم كما كان والدهم سلطان رحمه الله رمز الوطنية والكفاح وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآل وصحبه وسلم. * أمين عام رابطة رواد الكشافة بالمملكة العربية السعودية عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي وعضو الأمانة العامة لجمعية الكشافة سابقاً