منذ القدم وأرض مكة حاضنة للأفئدة على اختلاف الألسن .. منذ القدم وهي الملاذ الآمن للجميع مهما اختلفت المسميات على جوازات السفر .. احتضانها للكل اوجد بها خليطا مميزا من جميع اللهجات والعادات و "المذاقات " .. فمطاعم مكة دليل حي على التنوع الفريد في هذه الأرض الطاهرة . فالمطاعم متخصصة يمكن ان تعكس الكثير من ملامح حياة الشعوب كما أنها تحولت لطاولة كبيرة لاجتماع الحجاج مع أبناء الجاليات ، ففي المنطقة المركزية تقع عين الزائر على عبارة " باكستاني سوئل" والتي تزين واجهة العديد من المحال ومع الاقتراب منها يلاحظ الزائر رائحة الرز البرياني وإيدام المرقي وخبز الشباتي الشهير . المطاعم اليمنية لديها حضورها المميز والواضح حيث اختارت مواقع سكن الحجاج اليمنيين وبروائح السلتة والحلبة وشواء الدجاج واللحم تستقبل هذه المطاعم زبائنها التي اعتمدت وضع أسماء اليمنية على واجهاتها لتعكس جزءا من هذا البلد العريق فسبأ وعدن وتعز وشبوة كلها متواجدة ، الزائر للمطاعم لايمكن ان يغادر من دون تذوق البرمة والفسحة والعصيدة وعطف رشوش وبنت الصحن . وفي أم القرى للمطاعم الاندونيسية مكانة خاصة ليس من الأندونيسيين فحسب بل حتى من كافة فئات المجتمع ، وأكبر دليل على نجاح هذه المطاعم هو توجه الكثير من العائلات خصوصا للأكل فيها ، المطبخ الاندونيسي غني بأكلاته اللذيذة فالساتي وسبمل ومخ كري والمكرونة الجاوية وكروب بلنجو وناسي شامبور وباسو كلها تستقبل الزائر في أكثر من 15 مطعماً متخصصاً . هذه المطاعم المختلفة والمتعددة في ثقافاتها وعاداتها طرحت سؤالا عن مدى امكانية استمرار هذا التدفق في أجيال هذه المحال الأمر الذي أكده بدير سعدي أستاذ الدراسات الفندقية حيث اشار إلى أهمية إيجاد قاعدة لتعلم فنون المطابخ الإسلامية والعمل على تزويد محطات الطرق ومقار الحجاج بطباخين يجيدون الأكلات الإسلامية من المطاعم الأفريقية والآسيوية مؤكداً أن انفتاح موسم العمرة وارتفاع الطلب على الحج يزيدان من العائدات المتوقعة للتوسع في بناء المطاعم المتخصصة .