وعد الأمير فهد بن عبدالله بن محمد (رئيس هيئة الطيران المدني)، بحل مشكلة الحجوزات على الخطوط السعودية، وقال: «سوف يلمس المواطن خلال فترة قصيرة التحسن، فيما يتعلق بأزمة حجوزات الخطوط السعودية (الناقل الوطني)» (صحيفة الاقتصادية، 11 ذو الحجة 1432ه، ص 7) ومع أن الرجل لم يكشف عن: الخُطط، والآليّات التي تقضي على معضلات الخطوط السعودية، إلا أنه من الواضح أن هناك قرارات مهمة، يزمع الرجل اتخاذها، وتدخل في علاقة تقابل من نوع تقابل الأصدقاء، لا الأضداد، أي علاقة تقوم على التعاون، لا المُغَايَرَة، ولا الضِّدِّيّة. على أنني أؤيد أولا، مطالبة الدكتورة نوف الغامدي (المتخصصة في التخطيط الاستراتيجي) بسرعة تخصيص الخطوط السعودية، فقد رأت -وهي على حق- أنها «تشكل عبئا اقتصاديا كبيرا، على كاهل الدولة»، وذهبت إلى أن التخصيص «خطوة تعزز من مسيرة الخطوط السعودية، في ظل المنافسة القوية القائمة حاليا في صناعة الطيران بالمنطقة» (صحيفة المدينةالمنورة، 21 ذو الحجة 1432ه، ص 12) فالخطوط السعودية شاخت، وهَرِمَتْ، وتخلّفت عن ركب الطيران الحديث، وهي كما وصفها بعض أعضاء مجلس الشورى «مريض لا يرجى برؤه» والنظر إلى مستقبلها يتطلب إصلاحا جذريا، أمام كم هائل من السلبيات، والنُّدرة في الإيجابيات، يستدعي إنقاذ المتعاملين معها، مما يتحدى هدوءهم وسكينتهم، وطريق الإصلاح هو طريق المعرفة، ومعرفة الأسباب يجعل ارتباط الخطوط السعودية بالوطن والمواطن، ارتباط ناقل وطني حديث، بعقلية حديثة، وآلية حديثة، وفهم حديث، ووعي حديث أيضا، فعالم الفضاء الذي تسير فيه عالم لغة واحدة، نبضاته: ضبط الوقت، ولكنها لغة يبدو أن الخطوط السعودية لا تتقنها، ومن ثم فلا تجيد التحدث أو التعامل بها. الأمير «فهد بن عبدالله» جاء في أجواء خطوط جوية سعودية غائمة، تُخلف الوعد، وتُقدِّم خدمة أرضية وجوية غير مناسبة، ومن ثم فمن البديهي أن يكون هناك قلق، والإنسان لا يطلب شيئاً سوى الاطمئنان على تنقلاته. أختم برأي للأستاذ خالد السليمان: «الخطوط السعودية، في حالة هبوط اضطراري، وما زلنا في انتظار إقلاعها».!!