ابدى أحد الجزارين في مسلخ أمانة العاصمة المقدسة استعداده لتوفير 20 ذبيحة بقيمة 400 ريال للخروف، عندما بادره مندوب "الرياض" بهذا الطلب لاقامة حفل زفاف، مما اثار الاستغراب والعديد من الاسئلة حول انتشار ظاهرة بيع لحوم الصدقات والفدية من قبل الجزارين في موسم الحج، وكيفة ضمان وصول هذه اللحوم التي خصصت في الشرع لفقراء الحرم. في حين لم يندهش سعيد الزهراني من هذه الممارسات، مؤكدا أن عمرها بعمر المسلخ ووجود العمالة الأفريقية مشيراً إلى أن الصورة تتضح بجلاء في شهر رمضان وموسم الحج حيث ترتفع أعداد الذبائح التي يتبرع بها قاصدو بيت الله الحرام لفقراء الحرم مما يحولها إلى سوق رائجة للمتاجرة فيما تحول أعداد كبيرة منها إلى ثلاجات الجزارين لحد التخمة. ولا حل في نظر سعدي الهذلي الذي يتردد كثيرا على المسلخ إلا بصياغة دور جديد بإشراف مباشر من أمانة العاصمة المقدسة لإيصال هذه اللحوم للمستحقين من الفقراء والمحتاجين من سكان الحرم الذين لا يسألون الناس إلحافاً ويمنعهم ماء الوجه من الوقوف على أبواب المسالخ، من خلال وضع لوحات على مدخل المسلخ توضح فيها هواتف الجمعيات الخيرية المتخصصة في الإطعام الخيري وبعدة لغات أو من خلال تدخل إدارة مشروع الاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي الذي يشرف عليه البنك الإسلامي للتنمية مع إبعاد الجزارين الذين يتاجرون في لحوم الصدقات. تقديرات غير رسمية أشارت إلى حجم ما يذبح من الذبائح من قبل الحجاج يزيد على 10 آلاف ذبيحة يومياً ويشرف عليها أكثر من ألف جزار وطبيب بيطري فيما تباع الجمال المذبوحة بسعر يتراوح بين 1500 و2500 والأبقار بين 1800 و2000 والماعز بين 250 و350 ريالاً.