الإنسان لا يولد مجرما، وليس مجرما بطبعه، وخاصة المرأة، ومع ذلك إذا ارتكبت جرما تصدر بحقها أحكام جائرة، وكلنا نذكر فتاة القطيف التي صدر بحقها حكم بالسجن، ولكن خادم الحرمين عفا عنها، ويقال إن السجن تهذيب وإصلاح، ولكن على حد علمي لا يوجد في سجوننا شيء من ذلك، والحاصل أن المرأة تعامل كمجرمة، وليس كإنسانة ارتكبت جرما ربما بطريق الخطأ، أو عن غير قصد، ومع الأسف عندما تنتهي مدتها يرفض أهلها في معظم الأحيان استلامها، وتضطر لعدم وجود مأوى لها إلا البقاء في السجن، وإذا كانت محظوظة تجد غرفة في إحدى دور الإيواء، ولكن بدون أي مهنة وتعيش ضحية للفراغ القاتل، فسلطات السجن لم تعلمها أي مهنة، ولم تشجعها لمواصلة دراستها إذا كانت تدرس.. والسؤال الذي يفرض نفسه فرضا هو: لماذا يعاقبها أهلها عقوبة ثانية برفضها وتخليهم عنها؟ والحل ليس في أن تجبر الحكومة أهلها على قبولها، ولو حدث ذلك فستعيش بينهم مكروهة ومضطهدة، والحل هو بنصح أهلها وإقناعهم، بأنها عوقبت على ما اقترفته، ولا يجب أن تعاقب مرة ثانية، أما سلطات السجن فيجب أن تؤدي مهمتها في الإصلاح، فتقوم بتعليم المهن للمسجونات، وتساعدهن في إكمال دراستهن، ونحن نسمع عن مساجين ومسجونات في الخارج حصلوا على شهادة الدكتوراه، فلماذا لا يتاح لمساجيننا ذلك، ويسهمون بعد خروجهم في إصلاح المجتمع، بدلا من ارتكاب جريمة أخرى.