قدمت الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في كتابها الجديد (المرأة في نجد - وضعها ودورها - 1200-1351ه 1786-1932م الذي أصدرته دارة الملك عبدالعزيز ضمن اهتمامها بالإصدارت التي تعنى بتاريخ المرأة بالمملكة العربية السعودية بصفة خاصة وتاريخ الجزيرة العربية بصفة عامة تصحيحاً عن الصورة النمطية المعتمة عن المرأة النجدية القديمة بايرادها نماذج نسائية فاعلة في المجتمع تعبر عن المرأة في نجد بفضل ما تقوم به من أعمال تخدم بها أبناءها وزوجها والحركة التعليمية والتجارية. وقد تطرقت د.الحربي في كتابها الذي تصدرت غلافه صورة وثيقة رسالة من الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل - رحمها الله - إلى شقيقها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - رحمه الله - إلى صور وأشكال من عمل المرأة داخل بيتها وخارجه ووضعها الاجتماعي قبل الزواج وبعده وحين تصبح أماً والتقاليد المحيطة بها في علاقتها مع أسرتها وعلاقتها مع الزوج، ووصف الكتاب المرأة في مرحلة الدراسة التي بدأت بانتهاء سنوات القحط في نجد وانتهت بانضواء نجد تحت اسم المملكة العربية السعودية في بيتها ب «الملكة» إلاّ أنها - أي المرأة النجدية - اشتغلت خارج مملكتها في التطبيب والتعليم والفلاحة والتجارة وأعمال الوقف الخيري وذكرت المؤلفة أسماء نساء بعينها في أقاليم نجد الاحد عشر اشتغلن بهذه الأعمال الشريفة كما اشتغلن بمهن وحرف مثل سف الخوص والدباغة والخرازة والحياكة والخياطة وصناعة الأطياب وخدمة البيوت مقابل أجر، فضلاً عن ان المرأة آنذاك كانت عوناً لزوجها في حرفته وتجارته وعمله فتساعده وتسانده، وأظهر الكتاب الجديد ارتباط الزوجة بزوجها الارتباط القوي في حله وترحاله وفي سرائه وضرائه وان الطلاق كان أمراً عادياً لا يضر بالمرأة أو يسيء لسمعتها، كما ان تعدد الزوجات أمر شائع في نجد حل مشكلة كثرة الاناث في نجد عن الذكور، وذكرت الدكتورة دلال الحربي في هذا الإطار ان زوجات الملك عبدالعزيز - رحمه الله - تمتعن بعلاقة فريدة فكن على ود متبادل، ويستقبلن ضيفات الدولة معاً. وعلى عكس ما يقال عن الرجل النجدي قديماً من اذلاله لزوجته وامتهانها فإن الزوج إذا ما سافر بزوجته وليس له إلاّ دابة واحدة فإنه يركبها على الدابة ويظل هو يسير على الأرض، كما ان المرأة الذكية والحكيمة تكون محل استشارة زوجها، إلاّ ان ما يميز المرأة النجدية الصبر نتيجة شظف العيش وقلته واستعدادها لتقبل الحياة مع الزوج مهما كان وضعه، بالإضافة إلى الاعتزاء بالأخت في الحرب مثل قولهم: «أنا أخو فلانة» وهذا أمر ذو قيمة معنوية كبيرة لدى المرأة الأخت. كما أوردت د.الحربي قصصاً بأسماء أبطالها من الرجال والنساء من المجتمع النجدي تمثلتها في الدلالة على جزئيات فصول الكتاب الأربعة، كما استشهدت بقصائد من التراث الشعبي لتدعم رؤيتها البحثية، وأوردت نصوص وثائق تاريخية تؤيد موضوعات الكتاب وخاصة في جانب التعاملات المالية والوقف.