يوم المُبَاهاة و فى الحديث ( ما من يومٍ أكثر من أن يُعتق الله عز وجل فيه عبداً من النار ، من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء ؟) “مسلم”. ومن فضائله أنه يوم الغفران للحجيج والعتق من النار” مسلم “. ومن فضائله التى لا تحصى إكمال وإتمام النعمة الربانية على المسلمين قال تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) والمراد إكمال معظم الفرائض والتحليل والتحريم و المراد من إتمام النعمة أي إظهار دين الإسلام عالياً كما وَعَد سبحانه و تعالى. ومن خصائص يوم عرفة أن يُخزى فيه الشيطان فيوم عرفة أشد يوم على الشيطان. وفى الحديث (ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ، ولا أحقر ، ولا أدحر ، ولا أغيظ منه في يوم عرفة) “أحمد” وما ذلك إلا لما رأى لعنه الله، من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام. و يجب علينا أن نسأل أنفسنا : كيف نغتنم نفحات يوم عرفة ليتحقق لنا فضلها و شرفها. فأول ما نبدأ به أن نحفظ جوارحنا عن المحرمات فى هذا اليوم العظيم أن لحظات أيامنا ما هي إلا حفظ لما تعمل جوارحنا , وهذه هي معادلة الحياة الحقيقية التي من أجلها خُلقنا , قال الله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ). فالجوارح تعمل وساعات العمر تمضي , ونتيجة المعادلة وقوف للحساب بين يدي رب العباد , فما أحرى بالمسلم أن يصون وقته عما فيه هلكته , وينأى بنفسه عن موارد هلاكها. ثانيا : لزوم الصيام فعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة ؟ فقال ( يكفر السنة الماضية والباقية ) “ مسلم”. ثالثا : كثرة الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل ففي حديث عمرو بن شعيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) “الترمذي” إنه يوم عظيم لا يهمله و يغفل عنه إلا مستهتر بأمر عظيم وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (معشر الناس أتاني جبرائيل عليه السلام آنفا فأقرأني من ربي السلام وقال إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التبعات فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله هذا لنا خاصة قال هذا لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثر خير الله وطاب) “ أخرجه المنذري”. اللهم تقبل من الحجاج حجهم واقبلنا معهم واغفر اللهم للمسلمين جميعاً أحياءً وأمواتاً.. وسَلِّم الجميع إنك على كل شيء قدير.. اللهم آمين.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. والله من وراء القصد ،،،