تضع الانزلاقات الارضية المتكررة بفعل تكدس مياه الصرف في باطن التربة معضلة جديدة في طريق المحافظة على سلامة البنى التحتية والفوقية في مدينة حائل اذ تتسبب المياه الآسنة المتدفقة من المنازل والمجمعات السكنية الى جوف الأرض في تجسيد مشكلة حقيقية تقف عائقاً امام تحقيق تنمية مستدامة ترتكز في الاساس على بنى تحتية صلبة كون تشبع التربة بتلك المياه وبالتالي رشحها الى دعامات المباني واساسات الطرق وشبكات الخدمات العامة قد اثرت سلباً خلال السنوات الماضية على متانة - وبات يشاهد بالعين المجرة - طبقات السفلتة في شوارع المدينة حيث اصبحت هذه الطبقة هشة بدرجة تدعو للقلق حيث تزايدت في الآونة الأخيرة حوادث انزلاقات التربة التي احدثت فجوات في طبقات الاسفلت في أكثر من موقع كان ابرزها الفجوة الضخمة التي حدثت في سوق برزان وكادت ان تتسبب في كارثة. يقول المواطن محمد الشمري ان كثرة ظهور الحفر وسط الطرق ونزول طبقات الاسفلت عن وضعها الطبيعي هو بالتأكيد انهيار الطبقات الترابية التي تساندها وذلك مدعاة للشك بخطورة الوضع على البنى التحتية بمجملها مضيفاً بأن ذلك دلالة على تدهور حالة التربة تحت قشرة الأرض. فيما ذهب ابو عبدالله الى المطالبة بالمعالجة الفورية بايجاد شبكة للصرف الصحي في مدينة حائل تقي الناس من تفاقم المشكلة ومضى يقول يجب ان تعد دراسة عاجلة من قبل خبراء مختصين لاساسات المباني ومدى تضررها بفعل تلك المياه وكذلك نسبة التلوث التي لايجب ان تغفل مشيراً الى ان كثيراً من الابنية في مدينة حائل ذات اساسات ضعيفة ولم يتم عزلها عن المياه بحكم مناخ المنطقة الجاف. ووصف فايد المرزوق وضع شبكات الكهرباء والخدمات الاخرى انه وضع مترد ويثير القلق وقال: لقد عمدت شركة الكهرباء باستبدال اعمدة الكهرباء الهوائية بشبكات ارضية وفق اعلى المواصفات الامر الذي يوجب معالجة وضع التربة بشكل عاجل حتى لاتتضرر هذه الشبكات التي كلفت الكثير أو يقل عمرها الافتراضي. ويتضح مما سبق مدى الضرر الذي قد يلحقه تسرب المياه بهذا الشكل المرعب على البنى التحتية والفوقية اذا ما اخذ في الحسبان وضع التربة الهشة لمنطقة حائل وحالة التشبع التي آلت اليها مما اضطر سكان بعض الاحياء ان لم يكن معظمها الى الاستعانة بصهاريج الشفط بشكل لم يعد يحتمل!! ناهيك عن المخاطر التي تتربص بقائدي المركبات من العيار المتوسط والثقيل الذين باتت شاهد سقوطهم في مصائد الهدف المغطاة بطبقة مهترئة من الاسفلت مشهداً مألوفاً وغير جديد. يطالب الجميع معالي وزير المياه بوضع حد لهذا التدهور وهذه المعاناة اليومية حفاظاً على منجزاتنا الحضارية المهددة بطريقة قد لايمكن تجاوزها... فهل سيستجيب معاليه..؟؟