أثار قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وهيئة البيعة باختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية، ارتياحا كبيراً لنجاحات سموه الملموسة في قهر الارهاب الذي بدأ في بعض مدن المملكة عام 2003، حيث نجحت خطط سمو الأمير نايف في إجهاض كافة المحاولات الارهابية الدنيئة التي حاولت التأثير سلبا على استقرار المملكة. هذا القرار يجئ متناسبا مع قدرات سمو الأمير نايف رجل الدولة الذي انخرط بالعمل العام السياسي والإداري والتنفيذي منذ مقتبل شبابه، حيث بدأ حياته العملية وكيلا لإمارة الرياض ثم أميرا للرياض عام 1952، أي منذ نحو 60 عاما، فكان حقا الرجل المناسب للمواقع المهمة المناسبة، فسمو الأمير نايف سند قوي وأمين لأخيه خادم الحرمين الشريفين، كما أن الأمير نايف هو مؤسس مدرسة الأمن الحديثة عندما رفعها من العمل التقليدي إلى العمل المنظم وباستخدام جميع الوسائل التقنية، إلى جانب خبراته في الأمن التي وصلت إلى ثلاثة عقود ونصف، استطاع خلالها القضاء على الإرهاب الذي تبنته القاعدة، وكذلك مكافحة الجريمة بأشكالها المختلفة. ولقد جمعتني عدد من المناسبات العامة والشخصية بأبي سعود فوجدت عالما مفكراً ينساب الكلام من بين شفتيه في تشريح (إن صحت الكلمة) لمشاكل الأمتين العربية والإسلامية. وأذكر أنني سألت من حولي وكانوا من رجال الفكر والمعرفة كيف لأمير مثل نايف تنوء الجبال بثقل مهامه أن يكون مطلعاً قارئاً لا بل محللاً لكل ما يقرأ. آمنت بعدها أن الله سبحانه وتعالى يصطفي من غير أنبيائه أناسا يلهمهم العلم والعمل. إن الأمير نايف رجل دولة بالمعنى الحقيقي فهو رجل خبير بعدد من الملفات السياسية والأمنية الصعبة، فضلاً عن كونه حريصاً على تلمس هموم مواطنيه، والتفاعل مع الإعلام بجميع وسائله، بشفافية عالية، وتفاعل نادر. فسموه نجح في معالجة الكثير من القضايا الأمنية، وفي مقدمتها الإرهاب، الذي لم تستطع دول كثيرة الوقوف في وجهه، بينما صارت التجربة السعودية في مكافحته أنموذجاً يحتذى به، ونجح سموه في كسر شوكة القاعدة وتشتيت فلولها وتفكيك البؤر الحاضنة لها مع تجفيف منابع التمويل للفئة الضالة بالتزامن مع إتاحة الفرصة الكافية للمغرر بهم من أجل العودة إلى رشدهم وهي أمور تحتاج إلى جهد فكري قاده سموه بتكوين أطر المناصحة وتقوية النسيج التربوي الذي يسد أي ثغرات تحاول المجموعات الفاسدة التسلل بها لتخريب عقول أطفالنا وشبابنا. وفي النهاية إن الأمير نايف تاريخ طويل من الخبرة في الإدارة والسياسة ويتمتع بحنكة ورؤية ثاقبة، نسأل الله له مزيداً من التوفيق عضداً لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويكون خير سلف لخير خلف في إدارة شؤون البلاد لانجاز كل ما يحقق رفعة المملكة بين كافة الأمم العربية والاسلامية والعالمية. *رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للعود