ظلت قضية تجديد الهلال لعقد مدافعه اسامة هوساوي هي المسيطرة على الشارع الازرق وربما الرياضي بشكل عام من خلال (التغريدات التويترية) المتعددة لاكثر من طرف يدعمها مشاركة وسائل الاعلام التي تناولت هذه القضية بمبالغة من الهلاليين انفسهم بفعل العاطفة، وتارة من اطراف أخرى لتوسيع رقعة الاختلاف بين اللاعب وناديه، دون ان يكون هناك سيطرة ومعالجة هلالية لهذه القضية تبعدان اللاعب والجماهير والنادي معا عن الخوض الاعلامي الذي بدأ منذ أشهر؟ وهذا يعكس بكل وضوح ان الهلال لم يصل بعد الى مرحلة النضج والتعامل مع قضاياه المهمة بصمت وحكمة وحنكة وقراءة جيدة لأبعاد أي مشكلة تخرج للإعلام، فهم اي (الهلاليون) عادت ما يشغلون انفسهم والشارع الرياضي بقضايا والفريق يخوض المنافسات، بينما الاجابة المفترضة لبعض الاسئلة لاتخرج بنعم او لا.. انتهينا او لم ننته لمرة واحدة، بعيدا عن التكرار وضرره على اللاعب والمدرب والفريق بشكل عام، ولنا العبرة في الحديث عن بقاء غيريتس وكالديرون واللاعبين الاجانب او رحيلهم في مرات مضت وكيف ان ذلك زعزع استقرار الفريق وتسبب بخروجه من بطولات محلية وخارجية مهمة؟، والآن يتكرر الامر مع هوساوي واحمد الفريدي ولاعبين آخرين دون الحرص على إخفاء الامور الحساسة وإبعادها عن الاعلام والجماهير والتعامل بذكاء الى ان تنتهي. هوساوي مدافع متمكن ويعتبر الأفضل في الملاعب السعودية ولكن هذا لا يعني ان فريقه او اي فريق كبير يغيب عنه لاعب مميز سيتوقف وينتهي طموحه ويهوي بنفسه الى الحضيض الا اذا أسسه لم تكن سليمة، الفرق ذات الادارة المحنكة والمكانة الكبيرة ووضع الاحتمالات كافة في الاعتبار هي من يغطي النقص لديها وهي من تصنع اللاعب بأي طريقة كانت وتجعل اي لاعب يتمناها وليس الجري خلفه والتودد اليه، ولو التزمت الادارة الهلالية الصمت بعد تقديمها للعرض واكتفت بالحديث عنه في المرة الاولى دون التكرار الملل لربما كان ذلك اجدى نفعا، بدلا من الانشغال بقضية لم تحسم والتشويش على الفريق وبقية اللاعبين، وربما أي لاعب في المستقبل سيكرر ممارسات هوساوي اذا ادرك انه هو المهم وليس النادي الذي يفترض ان يوفر البديل من خلال استقدام لاعب او تصعيد لاعبين شباب للفريق الاول من الدرجات الادنى. ماذا لو استثمرت الادارة المبلغ الكبير الذي رصدته للتجديد مع هوساوي حتى يبقى في الهلال ويعدل عن رحلته الخارجية التي نأمل ألا تكون اشبه برحلة لاعبين سعوديين سبقوه تم استثماره في شراء مدافع متميز وفي اوجه أخرى تفيد النادي، اليس اجدى نفعا واراحة المتلقي من تكرار تصريحات وعناوين (راح هوساوي.. جاء هوساوي.. وقع هوساوي.. اتفقنا مع هوساي.. لا لم نتفق)، تصريحات وعناوين وصلت حد (المساخة) والمعذرة على استخدام هذه العبارة والنتيجة لم يتغير شيء، هوساوي لم يرحل والادارة لم تتفق معه منذ فترة طويلة والمستفيد فقط هم (اصحاب التغريدات) الذين صوروها وكأنها قضية الشرق الاوسط. إذن ما هو الجديد وماذا يستفيد فريقه من هذا الخوض الإعلامي الممل الذي يتكرر عشرات المرات يوميا حتى وصل الظن ان هناك من يكرر الحديث واستخدام هذه القضية للتواجد في الصورة فقط حتى لو على حساب هز صورة الفريق والتأثير عليه وهو يخوض خضم المنافسات المهمة؟! نقدر حرص الادارة الهلالية على استمرار أي لاعب ولكن ذلك لا يأتي عبر التصريحات المتشابهة، إنما بالهدوء والجلوس على طاولة الحوار والشفافية وبالتالي الخروج الى الجماهير والاعلام بقرار نهائي.