العنوان في المقال والخبر والحوار وأي عمل صحفي، من أهم المهارات الصحفية في جذب القارئ من عدمه، والأكيد أن العمل الإداري الجيد والمنظم تظهر حقائقه الدامغة عاجلا أو آجلا، وربما أن موضوعي اليوم يربط بما ذهبت إليه في الأسطر السالفة، وليس غريبا أن أجد من يخالف وربما بحدة وتأويل. والهلال بقيادة الأمير عبدالرحمن بن مساعد ونائبه الأمير نواف بن مساعد و(الخبير الميداني) سامي الجابر سطع احترافيا وإداريا في وقت وجيز وأضحى مضرب مثل في عامه الأول مع هذا الثلاثي، حتى أن (الأوروبي) الكبير جيريتس قال في حوار مطول "إن سامي الجابر هو مديري"، وربما أنه أول (أوروبي) أو مدرب خبير يقول عن سعودي "إنه مديري"، وزاد جيريتس بأنه "سيعود للهلال إذا أصبح سامي رئيس النادي"، هذه رسالة بليغة وقد تؤول إلى عدة تفسيرات، لكن الأخبار الجديدة تؤكد أنه يريد العودة رغم أنه بدأ عمله مع منتخب المغرب قبل أربعة أشهر..!!! أما ما يخص العنوان فإن حامد البلوي مدير فريق الاتحاد سابقا والذي عمل خلال وجود كالديرون مدربا للاتحاد وتحول الآن محللا، قال في برنامج (الجولة): "إنه على اتصال بكالديرون بحكم العلاقة الجيدة وهو مرتاح جدا في الهلال، ويصف التنظيم في الهلال بأفضل مما وجده في نادي الاتحاد ومما وجده في اتحاد القدم حينما كان مدربا للمنتخب 2005". هذه العبارة تبلورت من خلال حوار بين البلوي والزميل وليد الفراج الذي (انتزع) هذه المعلومات التي لن تسلم -كالعادة- من التأويل. وأنا أقول الإداري الناجح هو من يقوي علاقته بمن حوله سواء المدربين أو مختلف الأجهزة العاملة، وبالطبع اللاعبين والرئيس وأعضاء الإدارة مرورا بالإعلام والجمهور، وكلما وسع علاقاته أصبح أكثر قدرة على النجاح والقبول، والعكس صحيح، تقل أو تزيد نسب النجاح حسب شخصيته ومستوى علاقاته. وكالديرون قدم عملا مبهرا مع المنتخب لم يكرره أي مدرب أتى بعده، بل لأوجه للمقارنة، وقدم عملا نموذجيا في الاتحاد قبل أن يغادر بعد (ثلاث استقالات)..! وفي الهلال غيًر أشياء كثيرة في فترة وجيزة صعبة وحرجة، ومع ذلك كاد أن (يُطيًر) سريعا..!! وها هو يواصل التقدم بالهلال في دوري زين ويصل لنهائي كأس ولي العهد بنجاح تام رغم العواصف العناصرية، آخرها فقده (جميع محاوره) أمام الاتفاق أمس الأول، ومع ذلك يقلب النتيجة بأداء ماتع، مستثمرا تميز لاعبيه مهاريا وفكريا، متعلما من بعض هفواته في بعض المباريات، وهذا ما وضح (تكتيكيا) بإشراك أحمد علي بجوار ياسر الذي ما زال يلعب بنصف مستواه. ويبقى كالديرون كأي مدرب عرضة للخطأ والنقد، لكنه غالبا مقنع ويحقق مبتغاه بعمل تكاملي. بقي أن أقول يحسب للأمير عبدالرحمن بن مساعد إنه فعل ما قاله مرارا وتكرارا، بمنح كل مختص صلاحياته وأنه يقوى بوجود أقوياء، مع الإشارة إلى أن هناك من يذكر سامي في بعض الظروف ويتجاهل دوره في ظروف أخرى. والأكيد أن اللاعب حينما يتحول إداريا ويطور أدواته الإدارية والعملية أصوب للنجاح من كثيرين متخصصين لا يفهمون في الرياضة أو فهمهم نظري بحت، ولعل هذه العبارة ترتبط بالختام أن كالديرون الذي كان من نجوم منتخب الأرجنتين، تخصص محاضرا في علم التدريب، ونجح بامتياز حينما طبق نظرياته على أرض الميدان مع منتخبنا 2005.. والآن بات أخضرنا (لا شيء)..!!