سبحان الله من أحبه الله أنزل له القبول في الأرض والأمير سلطان رحمه الله لايذكر إلا ويذكر الخير والعطاء والبذل السخي ولذلك فاسمه مقرون بالخير، ومع ان منصب الأمير يوحي بالجدية والصرامة كونه وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الا ان اخلاقه وسجيته التي طبع عليها تسمو على تلك الصفة وتتجاوزها الى الابتسامة والبشاشة، مع الاحتفاظ بالهيبة التي وهبها الله له. ذكر لي احد قادة المناطق وهو يشرف على استعداد منطقته لاستقبال سموه وكنا بصدد الحديث عن زيارات سموه المتكررة والمحببة لمنسوبي القوات المسلحة. قال بالنص: (في الوقت الذي تستطيع التواصل مع سموه بسهولة الا ان هيبته لا تسمح لك ان تسترسل او تزيد عن الموضوع الذي تخاطبه من اجله) وتلك مزية تندر ان تجتمع في الكثير من القادة. تناقل المجتمع ان الأمير سيزور احد محافظات المنطقة الوسطى. وهب الكثير برفع طلباتهم ورجائهم ان تشمل تلك الزيارة بلدانهم القريبة من تلك المحافظه على مستوى (محافظات او مراكز) وكغيرنا في مركز عشيرة سدير فقد تشاورنا وعقدنا العزم على مقابلة الأمير سلطان شخصيا في مكتبه حيث توقعنا ان المقابلة في حال حصولها هي اقوى من البرقيات والخطابات فكان ما توقعناه.. وفي اليوم المحدد انتظرنا وصول سموه وكنا سبعة. وبعد تعريفنا لسموه من قبل احد المسؤولين بقسم المراسم ذكرنا لسموه ان حاجتنا لا تعدو رجاء حارا بموافقة سموه على تشريفنا في عشيرة وحضور حفل شاي يتخلله تشرف الاهالي بالسلام على سموه وتقديم واجب التهنئة له بمناسبة عودته من الخارج سالما معافى. وفي المقابلة شكر الأمير قدومنا لهذا الغرض واعتذر بلطف بان الزيارة قصيرة ولن يستطيع تلبية كل الطلبات التي رفعت لسموه. فما كان من احد كبار السن وبعفوية بالغة الا ان اقسم بالله العظيم ان عشيرة على الخط السريع تماما وان الركب الكريم لن يعوقه وقفة بسيطة باذن الله، وعندها ابتسم الأمير وقال يكون خير واعتبرنا ذلك موافقة مبدئية، وعندها طلب مني رئيس المراسم باعتباري احد موظفي الوزارة التنسيق والمتابعة معه لحين صدور الموافقة النهائية فكان لنا ما نريد وصدرت الموافقة وحدد الموعد صباح (24- 11- 1418) وهو يوم ربيعي معتدل، ولك ان تتخيل فرحة الاهالي والمجاورين بهذه الزيارة، وعند وصول موكب سموه وترجله من الحافلة كان علي ان اقوم بتعريف المستقبلين لسموه من كبار السن وبعض الضباط من اهالي عشيرة وقد سر الأمير بتشرفهم بخدمة القوات المسلحة. وعند محاولة مسئول العلاقات العامة تقليص برنامج الحفل لضيق الوقت اشار سموه بان يبدا الحفل حسب البرنامج وتلك لفتة كريمه من سموه ارتاح لها الاهالي وقوبلت بالتقدير والامتنان. بحكم عملي في القوات البرية يحصل ان نقوم باعداد خطابات واصدار قرارات بتوقيع سموه، فكان سموه يذيل توقيعه احيانا بالخادم عندما يكون الخطاب موجها لجلالة الملك خادم الحرمين الشريفين، وعرفنا فيما بعد ان هذه الكلمة هي عنوان الوفاء والمحبة المتبادل بين الملك واخوانه، وعليه فليس غريبا ان يقوم خادم الحرمين الشريفين باستقبال اخيه الأمير سلطان عندما عاد من رحلة علاجية في الخارج ثم استقبال جثمانه عندما اختاره الله الى جواره ومن ثم الصلاة عليه في جامع الامير تركي رغم وضعه الصحي ونصيحة الاطباء وبعض الامراء له. رحمك الله يا سلطان الخير، وبارك لنا في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده واخوانهم وسدد على طريق الخير خطاهم. * مديرعام الميزانية وزارة الدفاع القوات البرية سابقا