القرار الذي أصدره مجلس الوزراء الموقر والخاص بأن يتولى صندوق الاستثمارات العامة تمويل البنية التحتية لمشروع الخط الحديدي الذي يربط غرب المملكة على ساحل البحر الأحمر بشرقها على ساحل الخليج العربي . هذا القرار واحد من القرارات التاريخية التي تميز بها هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله) .. هو قرار تاريخي يتجاوب مع النهضة الاقتصادية التي تعيشها المملكة والنمو الكبير في حركة التجارة العالمية ومع موقع المملكة ودورها في هذه الحركة وهو يؤكد إدراك الدولة - رعاها الله - لأهمية بقاء أصول البنية التحتية للدولة ومشاركة القطاع الخاص في عمليات التشغيل . إن ربط الدمام بجدة يكمل حلقة مهمة من مشروع توسعة شبكة الخطوط الحديدية بعد ارتباط (الحديثة) على الحدود الأردنية بالرياض وربط خط الشمال برأس الخير ومنه إلى الجبيلوالدمام وبهذا يتم ربط الموانئ الرئيسية على الساحل الشرقي وعلى الساحل الغربي بوسيلة عالية الكفاءة لنقل الركاب والبضائع وهو ما يحقق ربطاً مباشرا بين مناطق رئيسية في المملكة وبين الموانئ السعودية ويرفع من حركة التشغيل فيها .. ومن المعروف ان الخطوط الحديدية وسيلة نقل اقتصادية وآمنة.. وقليلة التلويث للبيئة .. إضافة إلى أن تكاليف تشغيلها منخفضة مقارنة بتكاليف صيانة الطرق مثلاُ .. أما تنفيذ الجسر البري الذي يربط الدمام بجدة .. وإضافة إلى كل المميزات التي تحققها شبكة الخطوط الحديدية فإنه سوف يحقق فوائد لعل منها : تسهيل حركة نقل الركاب بين شرق المملكة وغربها ومن شمالها إلى جنوبها في خدمة كل المناطق التي يمر بها أو قريب منها.. مما يخفف من حركة المرور على الطرق ويساهم في التقليل من حوادث المرور إن شاء الله . سوف يخدم نشاط نقل البضائع بين أسواق شرق اسيا وأسواق أوروبا وأمريكا مما يساهم في تفعيل حركة النقل العابرة ويحقق وفراً في تكاليف النقل سواء على المستوى العالمي أوعلى المستوى المحلي . تفعيل حركة النقل في موانئ المملكة .. وزيادة حجم البضائع المناولة .. مما يزيد من استثمارات القطاع الخاص في تطوير وتشغيل الموانئ وما يتعلق بها من متطلبات النقل .. ويرفع إيرادات الدولة من قطاع الموانئ . إن ارتباط هذه الشبكة بشبكة الخطوط الحديدية لدول مجلس التعاون .. التي تملك حالياً برامج واضحة لتنفيذ مشاريع لخطوط حديدية داخل كل دولة وتربطها بدول الخليج الأخرى .. هذه الشبكة سوف تزيد من حركة البضائع .. وحركة الركاب .. وسوف تمثل شبكة الخطوط الحديدية السعودية محاور أساسية في هذه المنظومة . ولا شك أن استكمال مشروع توسعة الخطوط الحديدية سوف يتطلب إعداد خطة لزيادة إمكانات الموانئ السعودية .. وتطوير آليات التشغيل فيها .. لتكون قادرة على التعامل مع الزيادة المتوقعة في حجم البضائع .. وقادرة على المنافسة مع الموانئ الإقليمية التي تخطط الدول لتطويرها .. أو إنشائها . شكراً خادم الحرمين الشريفين لهذه المبادرة التاريخية .. وسوف تكون شبكة الخطوط الحديدية السعودية بعد استكمالها .. معلماً أساسياً من معالم نهضة المملكة تضاف إلى كل المشاريع التاريخية والمبادرات التطويرية التي أتسم بها عهدكم الميمون حفظكم الله . أدام الله على بلادنا أمنها واستقرارها .. وبارك لها في قيادتها .. ووفق العاملين المخلصين في كل مكان من بلادنا الحبيبة . *رئيس المؤسسة العامة للموانئ