شهدت المملكة العربية السعودية نهضة تنموية شاملة وانجازات متميزة شملت مختلف المجالات الصحية والتعليمية والزراعية والنقل والطرق والاتصالات وتقنية المعلومات إضافة الى المجالات الاقتصادية المختلفة . وياتي قطاع النقل من بين هذه القطاعات التي حظيت بدعم واهتمام القيادة الرشيدة لما لهذا القطاع من دور حيوي مهم في خدمة التنمية بكافة قطاعاتها وتعزيز النمو الاقتصادي وتشجيع الاستثمار بجميع مجالاته فكان من نتيجة هذا الاهتمام والدعم ماشهدته ميزانيات هذا القطاع من تصاعد متزايد خلال الاعوام الماضية إذ كان آخرها ما اعتمد هذا العام 1430ه بمبلغ ( 11،900,000،000) ريال اضافة الى ماخصص له من فائض ميزانيات الأعوام السابقة لتنفيذ مشاريع الطرق واعداد الدراسات الهادفة إلى تحسين نوعية وجودة الأداء ومراجعة وتطوير سياسات النقل بما يتفق مع التطور الذي تشهده المملكة في كافة القطاعات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والمستجدات الدولية في هذا القطاع . وتصاعدت بفضل ذلك انجازات الوزارة كماً ونوعاً حيث توسعت في انشاء شبكة حديثة من الطرق المحورية السريعة و المزدوجة والطرق الجبلية الواسعة والطرق الدائرية داخل المدن التي تم تصميمها وتنفيذها وفق أحدث المواصفات والاساليب الفنية الحديثة إذ كان مجموع اطوال الطرق عند انشاء الوزارة في عام 1372ه (293) كلم ارتفع إلى ان وصل الى (56) ألف كلم من الطرق السريعة والمزدوجة والمفردة وما يزيد عن (130) ألف كلم من الطرق الزراعية الممهدة ساهمت في انتشار التنمية بمختلف أشكالها في مختلف مناطق المملكة وسهلت حركة السير والنقل وخفضت تكاليف النقل . أما الطرق التي تحت التنفيذ فقد شهدت مناطق المملكه ولله الحمد تنفيذ الكثير من المشاريع التنمويه في مختلف القطاعات ومنها الطرق حيث بلغ اجمالي اطوال الطرق الجاري تنفيذها في مختلف المدن والمحافظات والمراكز في المملكة مايزيد على ( 30 )الف كلم وبتكاليف تفوق ( 26 ) مليار ريال . ومن أبرز هذه المشاريع : - تحويل طريق جدة / الليث المزدوج إلى سريع بستة مسارات - طريق جازان الشقيق السريع - ازدواج طريق أبو عجرم / طبرجل / القريات. - ازدواج الاجزاء المتبقية من طريق الباحة/ابها . - استكمال طريق الرياض الدائري (الضلع الشمالي الغربي). - استكمال تحسين وإصلاح عقبة ضلع. - طريق الحائر / حوطة بني تميم المزدوج. - تنفيذ المرحلة الأولى من طريق بطحاء / شيبه / أم الزمول. - طريق حائل / المدينة المنورة المباشر المزدوج. - ازدواج طريق شرما / البدع / الشرف / حقل / الدره. - ربط منطقة الباحة بطريق الرياض / الرين / بيشة. - تنفيذ طريق الظهران/العقير/سلوى المزدوج (المرحلة الأولى). - استكمال الطريق الدائري بالأحساء (الضلع الجنوبي والشرقي والشمالي). - إزدواج طريق خميس مشيط/نجران - إ زدواج طريق نجران/شرورة حتى مركز الخضراء مع الجسر بمنطقة نجران. - ازدواج طريق نجران/السليل. - طريق المدينة المنورة حائل المباشر - ازدواج طريق ينبع /أملج/ الوجه /ضباء / تبوك /حقل. - ازدواج طريق سكاكاالقريات - ازدواج طريق القريات/ طريف/ عرعر. - طريق جدة الدائري الجديد ( الجزء الأول )بطول (15)بطول ، - الطريق الدائري الثالث بالمدينة المنورة - استكمال الطريق الدائري الثالث بمكةالمكرمة ، من طريق جدةمكة السريع إلى أن يتصل بطريق الهجرة السريع، (المدينه /مكه ) - المرحلة الأولى من الطريق الدائري في الطائف الممتد من الشفاء حتى طريق الباحة ويستمر حتى شمال الحوية. - استكمال الطريق الرديف الذي يربط خميس مشيط بأبها حتى يتصل بطريق الطائف عند عقبة شعار. وأكدت وزارة النقل أن خططها وبرامجها لازالت تتضمن تنفيذ المزيد من هذه الطرق الرئيسية والثانوية والفرعية منها ماتم دراستها وتصميمها لتأخذ دورها في اعتماد تكاليف تنفيذها في ميزانيات الوزارة القادمة ، ومنها ما يتم التنسيق مع مجالس المناطق في تحديد احتياجاتها من الطرق المطلوبة وفق الاولويات والاهمية التي يحددها المجلس ، ثم تقوم الوزارة بحصر هذه الطرق و إدراجها في ميزانيتها في كل عام ليتم تنفيذها بعد اعتمادها في الميزانية لكل منطقة . فيما تواصل الوزارة مساعيها ونشاطها الدؤوب في الصيانة إذ تحرص على المحافظة على سلامة شبكة الطرق في المملكة من خلال عقود الصيانة العادية و الوقائية التي تعتمد لها مبالغ كبيرة في ميزانية الوزارة في كل عام ، إذ أن صيانة الطرق للمحافظة عليها ولضمان سلامتها وسلامة مرتاديها بإذن الله لا تقل أهمية عن إنشائها ، فالطرق الجديدة تبقى تحت ضمان المقاول وبمتابعة من الوزارة لمدة عام كامل بعد الانتهاء من تنفيذها ، ثم تضم هذه الطرق إلى برنامج الصيانة لباقي شبكة الطرق الأخرى في مختلف مناطق المملكة التي يجري لها صيانة دائمة من خلال ( 78 ) عقداً تم توقيعها مع مقاوليين وطنيين لتنفيذ هذه الأعمال . وتولي الوزارة السلامة على الطرق اهتماماً كبيراً حيث يتم عند دراسة وتصميم الطرق ااعتماد أفضل المواصفات الفنية التي تكفل تنفيذ تلك الطرق باستخدام افضل المواد والمعدات الحديثة مستوفية شروط السلامة والامان ، فالي جانب التصميم المناسب للطرق يتم توفير كافة عوامل السلامة الاخرى من لوحات ارشادية وتوجيهية متنوعة ودهانات وعلامات عاكسة ووسائل لتصريف المياة والحمايات والحواجز العديدة ، كما تتم متابعة الطرق القائمة وتحسين عوامل السلامة عليها اولاً باول ، وتشارك الوزارة مع الجهات المختصة في لجان متعددة فيما يخص السلامة المرورية عن الطرق . وركزت الوزارة على الدراسات ذات العلاقة بالطرق من خلال إجراء العديد من الدراسات وألابحاث في مجال الطرق والمواد المتعلقة بصناعتها ، كما تقوم بالتنسيق مع العديد من المكاتب الاستشارية المتخصصة في هذا المجال لعمل العديد من الدراسات في هذا المجال كدراسة جودة مواد البناء وطرق التنفيذ والمعدات والاجهزة المستخدمة في التنفيذ وايضاً دراسة استطلاعية للطرق الرئيسية والثانوية المستقبلية بهدف وضع الخطط والبرامج لتحديد الاحتياجات المستقبلية من الطرق بمختلف أنواعها ولكل المناطق. اما في مجال النقل فإن الوزارة تقوم بإعداد اللوائح والأنظمة لمختلف أنشطة النقل، وإصدار التراخيص اللازمة لممارسة هذه الأنشطة - حيث بلغ ما أصدرته الوزارة من تراخيص لمزاولة أنشطة النقل البري المختلفة ما يزيد على (82) ألف ترخيص تشمل نشاط الأجرة العامة بما فيها تراخيص الأفراد وتأجير السيارات ومكاتب ترحيل ونقل الركاب ومكاتب ترحيل ونقل البضائع ونقل المعلمات والنقل المدرسي وشركات ومؤسسات نقل البضائع والمهمات على الطرق بالإضافة إلى حوالي ( 28 ) ألف ترخيص للنقل البحري تشمل تراخيص للسفن التي تحمل العلم السعودي ووسائل الصيد والنزهة ومزاولة نشاط النقل البحري . كما أجرت الوزارة عدداً من الدراسات في مجال النقل من أهمها الإستراتيجية الوطنية للنقل في المملكة العربية السعودية ودراسات متطلبات التخطيط الشامل لقطاع النقل والنقل العام داخل وما بين مدن المملكة وأنظمته ومنشآته المتنوعة وأجرت دراسات متخصصة في قطاع النقل البحري تعنى بكفاءة تنفيذ وتطبيق المعاهدات الدولية وتحسين أداء وتطوير القطاع عموماً . وفي إطار الخطوط الحديدية التي كانت من اولى اهتمامات الملك عبدالعزيز ال سعود ( رحمه الله ) بداية من عام 1371ه 1951 م حينما تم تدشين اول خط حديدي في المملكة يربط الدمام مع الرياض ثم تم في عام 1405ه افتتح الخط المباشر الجديد للركاب بين الهفوفوالرياض بطول ( 450 ) كلم اختصر المسافة والزمن بينهما. فإن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية تملك اليوم شبكة خطوط حديدية يبلغ مجموع أطوالها ( 1380 ) كيلومتراً، تربط شرق المملكة بوسطها ، وتشمل خط نقل الركاب و خط شحن البضائع والخطوط الفرعية الاخرى - فيما يتكون أسطول المؤسسة حالياً من ( 59 ) قاطرة ديزل، و(75 ) عربة ركاب - أما عربات الشحن فعددها يبلغ ( 1860 ) عربة مختلفة الأحجام والأنواع تستخدم في نقل مختلف البضائع والمهمات تشمل عربات نقل عادية ومزدوجة للحاويات ، ونقل الإسمنت، والحبوب والسوائل ، وعربات مسطحة لنقل السيارات . وسعت المؤسسة في العديد من الاعمال التطويرية شملت استخدام التقنية الحديثة في الاتصال ورفع مستوى درجات المقاعد في القاطرات إلى جانب شراء عربات وقاطرات حديثة ومتطورة وأدخلت عربات الشحن المزدوج لأول مرة في المنطقة التي تم من خلالها زيادة ورفع كفاءة الشحن بشكل كبير و تنقل قطارات المؤسسة سنوياً ما يزيد عن 1.3 مليون راكب ، و 350 ألف حاوية . ويمكن رصد نشاط المؤسسة من خلال احصائيات عام 2008م إذ بلغ عدد الحاويات المنقولة 398،000 حاوية حيث تم نقل بضائع تزن 3،483،000 طن وتم نقل 1،107،000 راكب لتبلغ بذلك الايرادات 400 مليون ريال . كما بدأت حكومة خادم الحرمين الشريفين / حفظه الله / في هذا المجال تنفيذ برنامج التوسعة الكبير لشبكة السكة الحديد المتمثل في سكة حديد الشمال الذي قطع مراحل كبيرة في التنفيذ - حيث يتكون من مسارين احدهما لنقل المعادن من شمال المملكة الى ميناء راس الزور على الخليج العربي ، والآخر للركاب والبضائع ويمر بمناطق القصيم وحائل حتى الجلاميد ، ومشروع قطار الحرمين السريع الذي بدأ تنفيذه لربط مكةالمكرمةوجدةبالمدينة المنورة بطول (500) كلم بحيث يقطع المسافة بين جدةومكةالمكرمة في نصف ساعة والمسافة بين جدةوالمدينة المنورة في حوالي الساعتين . وثالث هذه المشاريع هو الجسر البري الذي يربط شرق المملكة بغربها بطول (950)كلم لنقل الركاب والبضائع الذي أعلنت الوزارة توقيع عقد تنفيذه قريباً باذن الله إلى جانب ما صدر في مجال إعادة الهيكلة بقرار مجلس الوزراء إنشاء هيئة تنظيمية للسكك الحديدية . كذلك شمل التطور والنماء المؤسسة العامة للموانئ التي تأسست عام (1976م) فكان من أولى مهامها تنمية وتطوير وتحسين أوضاع الموانىء وادارتها طبقاً للأساليب والأنظمة الدولية الفعالة ، حيث تضطلع المؤسسة العامة للموانىء بالإشراف على إدارة وتشغيل تسع موانىء رئيسية على ساحلي المملكة تجارية وصناعية بما فيها ميناء رأس الزور الجاري تنفيذه تشكل اكبر شبكة موانئ في المنطقة ، يبلغ مجموع أرصفتها 183 رصيفاً ، منها 137 رصيفاً في ستة موانىء تجارية ، و46 رصيفاً في ميناءين صناعيين ، وتشكل هذه الأرصفة في مجموعها أكبر شبكة موانىء في دول الشرق الأوسط، وحققت المؤسسة ولله الحمد حاليا زيادة مضطردة في إيراداتها وارتفاعاً في كميات البضائع وإعداد الحاويات التي تم تناولها ، وحصلت بعضها على جوائز عالمية مرموقة في الإدارة والتشغيل ، كما شهد هذا القطاع توسعات كبيرة في المعدات والمنشآت والأجهزة بهدف زيادة طاقتها في التحميل والتفريغ ، كما تقوم المؤسسة بإعداد برامج تطويرية لتحسين فعالية الموانئ ورفع كفاءتها والطلب على خدماتها من خلال تطوير واستخدام التقنية الحديثة وتبادل المعلومات الكترونياً , وربط مركز المؤسسة بجميع الموانئ بواسطة شبكة حاسب آلي داخلية إضافة إلى تحديث المعدات ومنح القطاع الخاص المزيد من الفرص الاستثمارية في الموانئ .وينفذ حالياً مشروعاً كبيراً لتوسعة ميناء جدة الإسلامي يتكون من بناء محطة جديدة للحاويات ترفع طاقة الميناء الاستيعابية بنسبة 45 % وسوف تفتتح هذا العام ، كما تم إعادة توزيع أرصفة الميناء بما يزيد الطاقة الاستيعابية لمحطتي الحاويات الحالية بنسب مرتفعة . اما ميناء الملك عبدالعزيز / ثاني اكبر ميناء في المملكة / فقد زادت طاقته الاستيعابية إلى الضعف بالإضافة إلى مشروع بناء محطة جديدة للحاويات فيه من قبل القطاع الخاص اكتملت معظم إجراءات طرحها في منافسة للتنفيذ ،وتشهد بقية الموانئ خططاً للتوسعة بعضها تحت التنفيذ والبعض الأخر في المراحل النهائية للاعتماد . ويمكن رصد إنجازات المؤسسة العامة للموانئ من خلال احصائيات انجازاتها لعام 1429ه الذي يبين الكمية الكبيرة للبضائع والحاويات التي تناولتها الموانئ إذ بلغت حمولة البضائع عبرها 149،885،242 طن ومرور 4،501،730 حاوية و1،263،501 راكب .