نذر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية نفسه لخدمة السنة النبوية الشريفة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام فكان أن تبنى جوائز متعددة لخدمتها، فخصص جائزة كبيرة للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وأخرى لحفظ الحديث النبوي الشريف للناشئين من الطلاب والطالبات وهو الأمر الذي أصدر أمره الكريم بتاريخ 29/5/1423ه بتبني جائزة عالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وكان من فروع هذه الجائزة الكبيرة، مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي، التي أقيمت لها أربع دورات في السنوات الماضية، وتجري الآن الاستعدادات لدورتها السادسة، وقد شارك في كل دورة من هذه الدورات السنوية عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات، وصل عددهم في الدورة الخامسة إلى (176902) طالب وطالبة، تنافسوا على نيل هذه الجائزة الكبيرة التي خصصت لهذا الشأن. ولي العهد نذر نفسه لخدمة السنة النبوية وتأتي عناية سمو ولي العهد -حفظه الله- بالمصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله جل وعلا، ضمن إطار قائم على تأصيل القيم والحفاظ على الثوابت التي شيد أساسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله وأكرم مثواه- وأبنائه البررة من بعده بالعناية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والمتتبع لمسيرة هذه الجوائز والمسابقات خلال دوراتها الماضية يدرك مدى ما نالته من ودعم ورعاية من لدن راعيها -حفظه الله- الذي مكنها بعد توفيق الله من تحقيق العديد من الوثبات التي أثمرت قيما ترقى بأبناء هذا الوطن وتعنى برفعتهم وفق منهج الدين القويم. ولي العهد في صورة تذكارية مع الفائزين وقال سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ: كلما كثر ذكر اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأقواله الشريفة على ألسنة الناشئة من المسلمين أثناء حفظ الأحاديث، وكلما تشرفت مسامعهم بسماع تلك التوجيهات النبوية الحكيمة، والكلمات الجامعات النافعات الصادرة من مشكاة النبوة، كلما أثر ذلك في سلوكهم، وأفعالهم، وظهرت تعاليم نبيهم ماثلة في واقع حياتهم الفردية والاجتماعية، واستشعروا ما في هديه صلى الله عليه وسلم من روح التسامح، واللين، والرفق، والمودة، والرحمة بالإنسان، بل بالشجر والحيوان، فيكون حفظ السنة صمام أمان يحفظ الشباب -بإذن الله- من الوقوع تحت تأثير الاتجاهات والمسالك المنحرفة والأفكار الضالة، ويكون باعثاً لهم ليجعلوا سيرته صلى الله عليه وسلم العطرة قدوة يحتذى بها ومنهاجاً وضيئاً للحياة, وصدق الله إذ قال: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)، فظهرت في هذه الجائزة القيمة من سمو ولي العهد الرعاية الأبوية الحانية، واللفتة التربوية الكريمة بكل جلاء ووضوح. فهنيئا لسموه هذا المشروع المبارك وهذه الصفقة الكاسبة, والتجارة الرابحة، هذه الجائزة التي استطاعت بفضل الله في مدة زمنية قصيرة أن تتبوأ مكانة عالية في القلوب, بلغت شهرتها الآفاق, وعم نفعها العظيم في المدارس والبيوت, وكل ذلك من فضل الله ومنه وكرمه على راعي هذه الجائزة أولاً, وهي دلالة صادقة على ما في قلب راعيها من محبة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة سنته ومحبة الخير لأبنائه من الطلاب والطالبات, والحرص على ما ينفعهم في دينهم ودنياهم. وعن جائزة الأمير نايف للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة أوضح مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا أنها كانت ولا زالت فريدة في نوعها ونبيلة في مقاصدها تهدف إلى حفظ السنة النبوية ودراستها والتأمل في علومها بأبحاث ودراسات أصيلة وربط ذلك كله بالواقع المعاصر للمسلمين بخاصة وللعالم الآخر بعامة بما يطرح الحلول الناجحة والاقتراحات المناسبة لما قد يواجه المسلمين من إشكاليات أو عقبات وبما يكفل إظهار محاسن دين الإسلام وصلاحه لكل زمان ومكان وأنه دين العدل والرحمة والوسطية، لافتا إلى أنها تبحث في مصدر من مصادر الإسلام المهمة وهي السنة, والإسلام دين عالمي يدعو جميع الأمم إلى التسامح والوسطية والتآلف والمحبة وينبذ التفرق والتعصب والتشدد وجميع الأساليب الهدامة التي تعرقل مسيرة البناء والنماء والعطاء لهذه البلاد المباركة وغيرها من البلدان الأخرى في أنحاء المعمورة. وأشار معاليه إلى أن جهود سمو ولي العهد -حفظه الله- حققت نجاحات كبيرة بفضل من الله عز وجل فكان للجائزة دور بارز في إثراء الساحة العلمية بأبحاث ودراسات حول السنة وعلومها وكذلك في مجال دراسة الواقع المعاصر للعالم الإسلامي وكانت السمة البارزة لهذه الدراسات والأبحاث وبشهادة المختصين العمق العلمي والأصالة.