للموت فلسفات عدة لدى من التقوا به وعاشوا وقعه في حبيب أو صديق أو أخ أو قدوة. منهم من يرى فيه نهاية قصة أو علاقة، قد تبقى ذكراها وقد تُمحى بموت صاحبها. ومنهم من يرى فيها بداية لفصل آخر من حياة صاحبها تختلف لكنها لا تنتهي بل تبقى ببقاء عطره أو ذكره. منهم من يرى في الموت لوعة الفراق وألمه وآخرون يرون فيه عظة ودرساً مؤثراً من دروس الحياة. الأشخاص والدوائر التي تحيط بهم تحدد الفلسفة التي يمكن أن تطبق عليهم وعلى موتهم. وهناك شخصيات اختير لها أن تكون علماً وموتها جللاً يهز ويؤثر وتتسع دوائره دون أن تضعف أو تتقلص مهما امتد بها الزمن. شخصيات لها في التاريخ صفحات ولدى الناس قصص وحكايات تروى وُتنقل خيّرة كانت أم سيئة، وهنيئا لمن ترك وراءه عطرا يحن الناس لشذاه ويسترجعونه حتى ولو انقضى أجل صاحبه فإنه يظل باقيا. رحيل فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية،صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله وغفر له ،له فلسفة أخرى تبدأ بتفاصيل صغيرة لكرمه وسخائه رآها الناس فيما اعتاد فعله وإهداءه في كل محفل ومناسبة في ساعته في قلمه ومسبحته كمثال بسيط لطيب نفسه، فلسفة تقف عند وجهه الباسم الذي أحبه الشعب السعودي وألفه ، وتتشعب لتفاصيل أعمق في شخصيته المحبة للخير والتي مدت يدها السخية لأعمال الخير داخل المملكة وخارجها العلنية والسرية لتجعل من موته فاصلة في سيرته التى لم تنته برحيله بل امتدت مع عطره الذي تركه وراءه ومحبة الناس له وأسفهم الشديد على فراقه، الذي مهما كان قاسياً إلا أنه قد ترك لمحبيه عزاء فقد رحل كفارس كريم حلم بلقائه الملايين ممن أحبوه وأحبوا عطره. رحمك الله يا سلطان الخير وأسكنك فسيح جناته ،إنا لله وإنا إليه راجعون.