رحل عن دنيانا رجل أحب الناس فأحبّوه، وودّع الدنيا مواطن صادق السريرة نقيّ البال.. إنه الفقيد محمد بن حسون الحسون رحمه الله رحمة واسعة، لقد كان يحب الناس جميعاً ولم يكن في يوم من الأيام يكره أحداً أو يحمل في قلبه نقمة علي إنسان، فقد كانت نفسه صافية وقلبه أبيض كما هو بياض الورق الأبيض. ويحمل بين جنبيه نخوة للناس جماعات وأفراداً, وكان رحمه الله صادقاً مع الجميع , قانعاً بما أتاه الله .. يفرح بعمل الخير ومساعدة الناس، رغم بساطة حياته ومحدودية الإمكانات، ومع كل ذلك يستقبل الناس باشاً متفائلاً.. لقد كان الفقيد محبوباً من أُسرته ومجتمعه وعارفيه، وكان يعيش حياته ببساطة وعفوية.. وعند تشييع جنازته كان الحضور كبيراً والمشيعون بأعداد هائلة، وقد جاءوا تظلّلهم سحائب الحزن والأسى. لقد كان المشهد الحزين لتشييع الجنازة مؤثراً وصورة المشهد معبّرة بكلِّ تفاصيلها.. أبا حسون: تودِّعك قلوب باكية ونفوس حزينة، وقد بكاك الباكون بدموع تنهمر لوعة وأسى .. وكل أولئك يرفعون أكفّ الضراعة إلى الباري جلّت قدرته أن يغفر لك الذنوب ويحطّ عنك الخطايا وأن يكفّر عنك السيئات.. أبا حسون: ستظلُّ صورتك عالقة في ذاكرة عارفيك، لأنك الإنسان الصادق في سريرته المحب للخير والمحبوب من الجميع.. وستظل رغم رحيلك عن دنيانا باقياً في عقول الناس يذكرون فضلك ونخوتك ومحبتك للجميع، ألم يقل الشاعر: فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذِّكر للإنسان عمر ثاني لقد استمعت لرفاق دربك وهم يتحدثون عن سجاياك ويذكرون خصالك ومزاياك، وقد سطّرت ألسنتهم نماذج من الصور المعبّرة عن سجلاّتك المضيئة ومسيرتك الحياتية الجميلة, واليوم وقد ودّعك المحبون بالحزن والأسى، لا يسعنا إلاّ الدعاء لك بالرحمة والغفران وأن يلهم أهلك وذويك الصبر على فراقك, عزائي الكبير لابنك الشاب حسون وإخوانه وشقيقاته ولإخوانك عبد العزيز وحمد وإبراهيم وعبد الله وجميع عارفيك ومحبيك، سائلاً الله تعالى أن يشملك بعفوه ومغفرته ورضوانه إنه سميع مجيب الدعاء و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }. سليمان بن علي النهابي [email protected]