يبدو ان الرياضيين في السعودية سيرددون جميعا (الاسيوية صعبة قوية) بعدما كانت هذه العبارة ماركة مسجلة على افواه فئة معينة من الرياضيين تجاه فئة اخرى، مع بداية عام 2011 كان هناك الهلال والاتحاد والنصر والشباب يشاركون في البطولة الاسيوية، فكانت الطموحات كبيرة كيف لا والممثلون اربعة وليس واحدا، ومع تقدم ادوار البطولة شاهدنا تساقطهم وتناقص العدد بصورة عجيبة، وحتمت مواجهة دور ال 16 ان يخرج الهلال او الاتحاد بعدما جمعتهما القرعة وظن السعوديون ان هناك فريقين سيتواجدان في دور الثماينة، فكان التأهل من نصيب الاخير، يومها احتفل البعض بحجة ان (العميد) الوحيد المؤهل للتعامل مع البطولة الاسيوية واستعادتها، ولكن سرعان ما تكرر الخذلان الرياضي السعودي الذي اصبح ملازما للجميع على المستوى الجماعي والفردي ودورة العاب المنامة الاولى خير شاهد، فخرج الاتحاد على يد شونبوك ذهابا 2-3 وايابا 2-1، فانفجر الغضب وكأن ما حدث شيء غير متوقع في ظل الانفلات الرياضي، هناك من شتم ديمتري واخرون هاجموا الادارة وهناك من أخذ يقرع اللاعبين، وفئة اتجهت للوم الحكم الذي ربما تسرع في طرد المهاجم نايف هزازي ولكنه ليس كل شيء، ومع الاسف هذا هو حالنا منذ ثمانية المانيا الشهيرة نبعد عن الاسباب الرئيسية ونخوض في امور جانبية لا تقربنا من وضع اليد على الجرح والوصفة التي تقضي على المرض. لا نعلم من يمسك بمقود التصحيح ويكتب روشتة العلاج، الكل يفتي، والجميع يغرد عبر الفضاء والصحف والمواقع ويتحول الى مدرب ومحلل وخبير، والمصيبة انهم لا يلامسون الحقيقة ومن يتحدث وينتقد فإنه ينتقد ويتحدث حسب مصلحته والدوران حول الاشياء التي تقربه من هذه المصلحة، بينما الارضية والقاعدة التي تبنى عليها الاراء الصحيحة هشة وقابلة للسقوط في اية لحظة. نايف هزازي حسبناه واحدا من افضل المهاجمين بل ربما هو المهاجم السعودي الاول في عملية الارتقاء وضربات الرأس كبد تصرفه بالقرب من الحكم اللبناني اندريه مغادرة الملعب بالبطاقة الحمراء وخروج فريقه من البطولة، هذه الثقافة لو كان هناك واقع رياضي صحيح وتهيئة سليمة وثقافة تنطلق من ارضية التركيز على الاداء وترك الامور الجانبية والايمان بحدوث ظروف سلبية وايجابية لما ارتكب خطأه، وقد ذكرنا بما فعله مهاجم المنتخب السعودي السابق عبدالله الجمعان امام بيروزي الايراني في البطولة الاسيوية مع فريقه الهلال قبل اكثر من عشرة اعوام يومها تهور ضد الخصم وخرج بالبطاقة الحمراء وبالتالي خرج فريقه واستقبله الاتحاد السعودي هنا بقرار الايقاف الذي لا نعلم هل يتخذ بحق هزازي على اعتبار ان المشاركة كانت باسم الوطن واي خروج عن النص يعني المعاقبة في سبيل التقويم؟. اما الذين انتقدوا ادارة اللواء محمد بن داخل فهم يدسون السم بالعسل ونحسبهم ظاهرا حزينين، وباطنا فرحين مع محاولة اظهار ان الاتحاد لن تقوم له قائمة الا بوجود بعض الاشخاص على شاكلة ذلك المعلق الذي نسي المباراة ونسي نفسه فأخذ يتباكى على رحيل بعض الاشخاص وكأنه اكثر المتضررين من هذا الرحيل. ثم ماذا يفعل ابن داخل اذا وجد فريقا اعمار الكثير من لاعبيه تتجاوز ال 30 عاما ويقودهم لاعب مزاجي، يظهر في مباريات معينة ويختفي في مباريات فتدور حوله علامات الاستفهام من الاتحاديين انفسهم مثلما حدث بعد مباراة شونبوك الكوري الاخيرة في جدة، ومدرب يتردد على الملاعب والاندية السعودية منذ عشرات الاعوام ولم يعد لديه ما يقدمه. يبدو ان الاتحاد سيدفع ثمن (التكديس) الذي حاربه المدركون لعواقبه بعدما سنه البعض واخذ يطبل له فئة نذرت نفسها للتطبيل فقط، بعدما كان يعتمد على اللاعب الجاهز وليس تنشئة النجوم وتدريبهم ووضع قاعدة صلبة من اللاعبين الشباب الذين يخدمونه اعواما عديدة، وقد حاول الارجنتيني كالديرون والبرتغالي مانويل جوزيه ان ينتهجا سياسة التجديد فكان نور ومناصروه لهما بالمرصاد، ويبدو ايضا ان هناك من اختط خطين قبل اسدال الستار على مشاركة الاتحاد في (الاسيوية) فهم اذا فاز الفريق قالوا (ليس لها الا الاتحاد) واذا خسر اكدوا (ان البطولة لايأتي بها الا اداريون بمواصفات خاصة لا يعرفهم هؤلاء)، لذلك سيعاني الاتحاد كثيرا من هذه النغمة التي يريد اصحابها ان يكبلوه بها حتى لا تقوم له قائمة فينتصر من نجح في ظروف لا تتكرر ويخفق من جاء بعده. فشل الاتحاد في الاسيوية لا يقتصر على النادي ادارة ولاعبين واجهزة فنية وادارية واعضاء شرف وسوء تهيئة، انما ينطلق من نظام رياضي شامل اصبح يسري فشله واخفاقه على الجميع لا يمكن ان تكون الاندية والفرق بمعزل عنه، فالقاعدة ما لم يعاد تأسيسها بشكل صحيح ويكون كل شيء واضحا من ادارة وتدريب وعمل منظم وخطط بعيدة المدى مع وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، سيخفق الاتحاد وسيفشل غيره وستعاني الرياضة لدينا بأكملها، وستأتي رياضتنا في الترتيب الاخير مثلما حدث في المنامة.