بدموع حارقة لازال مواطنو أبها يتبادلون أحر التعازي في فقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ال سعود وذهب الجميع إلى نقل تعازيهم لكافة المقربين منهم، دموع ذرفتها أعين مسنات كثر عبرن بها عن حجم الفاجعة التي حلت على العالم بأسره داعيات له بالرحمة والمغفرة وطالبات من الله أن يعوضهن خيرا في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبقية أفراد الأسرة المالكة، الصمت حل أيضا على الشارع بشكل عام حمل في طياته مشاعر الحزن والأسى المواطنون تقاسموا حزنهم مع أشقائهم المقيمين. المسنة زهرة لم تستطع حبس دموع عينيها وانهمرت في بكاء متواصل على رحيل سلطان الخير وأطلقت عليه فقيد العالم داعية المولى أن يجعلها من الصابرين والمحتسبين على ما ابتليت به مؤكدة أن فاجعة وفاة ولي العهد تلقتها عبر التلفزيون عند الساعة السابعة والتي وصفت الخبر بالخبر الذي قطع ظهرها من شدة الألم، وأبانت بأنها لم تتمكن من ممارسة عملها في ذلك اليوم وظلت في فراشها تواسي دموعها كما امتنعت عن مشاهدة مسيرته التي عرضتها بعض القنوات الفضائية على شاشة التلفزيون حتى لا يزيد ما بقلبها من حرقة وألم، ولم تترك خلال حديثها ل«الرياض» الدعاء للراحل بأن يجعل بركته في أبنائه مستعرضة المناصب التي تولاها منذ عهد والده وحتى وفاته. السيد سعيد الأحمري لم يكن في ألمه العميق ولكنه مضى في عمله كصانع للأسلحة البيضاء حتى يتجاهل حجم الواقعة ويتناساها لكنه قال " تعلمنا منه رحمة الله عليه العلم الثابت والعطف على الجميع وعمل للجميع كل ما طلبوا منه"، بيد أن مشاعر الحزن لم تنطق بها شفتا محمد الراقدي الذي التقته «الرياض» وهو داخل سيارته فطلبت منه أن يحكي عن مشاعره تجاه ولي العهد إلا أنه اكتفى بالصمت واعتذر عن الحديث لكن دمعته سبقت كل ذلك الامتناع. ولم يكن لدى السيدة عائشة بصيرة على حد تعبيرها من قضاء الله وقدره والتي تلقت نبأ الخبر من زميلها في مهنتها حيث تعمل بائعة في سوق الثلثاء بمدينة أبها ولكنها استدركت دورها كمواطنة سعودية بالدعاء له مستعرضة أهم انجازاته ولعل تقديمه للخير للداخل والخارج جاء من أهم ما ذكرت. الأديب أحمد مطاعن أكد أن وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود فاجعة الشعب السعودي والعالم العربي والإسلامي والخارجي لما يتمثل به الرجل الراحل من صفات حميدة في الجوانب الإنسانية والسياسية والمواقف العالمية، لافتا إلى أنه خسارة للكبير والصغير وللذكر والأنثى والحاضرة والبادية. ولم يخل حديثه من الدعاء للمغفور له بإذن الله راجيا المولى أن يلهم العالم بأسره الصبر والسلوان فيما حل بهم، وأردف بأنه التقى الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مواقف كثر رسمية ولكنها لم تعلمه بشخصية ولي العهد ولكن الذي جعلني أتعرف عليه أكثر من خلال أخلاقه وسماحته وسعة صدره ونبل مشاعره. وشدد مطاعن بنبرة حزن على أنه يجزم بأنه لا يوجد منزل في منطقة عسير إلا وبه عزاء وحزن ودعاء للأمير الرحل من ماله من مواقف لها بالغ الأثر في نفوس الجميع. إلى ذلك فإن السيدة عصبة السعيد ورفيقتها أم حسين استطردن في مشاعرهن بفقيد الأمة بقولهن "أحسرنا والله رحمة الله عليه الله يجعل مثواه الجنة ويسكنه الفردوس الأعلى فقدنا رجلا عظيما وله بصمته في خدمة الوطن وله السبق في نموه، الله يجبر مصابنا ويصبرنا على ما جرى"، أما صالحة الناصر أبانت انها تلقت نبأ وفاته عبر الراديو لكنها شددت على أنه ليس باليد حيلة فقد غادر سلطان الخير ورحل عنا جميعا.