وصلت جنازة الأمير الراحل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز – يرحمه الله – نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى مقبرة العود في موكب مهيب تخشع من هيبته الأبصار ، ملتف بسكينة الفاجعة وألم الفقد على أمير العطاء والخير «سلطان الإنسانية «، الذي دعا الشعب الى الخروج لتوديعه الوداع الأخير ، يحمل نعشه في ود أخوي ومشاعر دافئة عميقة تحترق لأجلها القلوب وتبكي منها العيون صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ويعاونه « سلمان الوفاء و المواقف النبيلة « صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وأبناء الفقيد البررة وحشد كبير من الأسرة المالكة، ورؤساء الدول والضيوف القادمون لتوديعه ومواراة جثمانه . وصل جثمان فقيد الوطن والأمتين العربية والإسلامية عند الساعة الرابعة من عصر الأمس إلى مقبرة العود التي اكتظت بالمواطنين والمواطنات الذين جاءوا ليودعوه الوداع الأخير من أمام المقبرة بشهقات مسموعة وأدعية جماعية له بالرحمة والمغفرة وأن يتجاوز الله عنه بعدد من حضر لتشييع جثمانه الطاهر. تعددت القصص والمشاهدات والأسباب لحضور الشعب أمام المقبرة منذ الصباح الباكر والتي رصدتها « الرياض» منذ الحادية عشرة صباحا وحتى نهاية مراسم الدفن، حيث تواجدت المقيمة أميمة السودانية التي كانت تبكي بحرقة وتقول : لم يفرق بين سعودي وغيره فقد أهداني طرفاً صناعياً أمشي بها منذ أكثر من سبعة أعوام، الأمير الذي لم يرد سائلا قصده ولا محتاج سأله , ورفعت أكف التضرع لله أن يغفر له ويرحمه وقالت المواطنة أم محمد إنه تكفل لها ولأبنائها بالسكن وجاءت تودعه الوداع الأخير وتطلب من المولى أن يثبته عند السؤال ويستره كما سترها وأبناءها , موارية دمعها بقولها : لا يذهب إلا الطيب . وزادت المواطنة ريم الشبيلي المقيمة في حي العود أنه كل فترة وأخرى يوارى جثمان أمير أو حاكم أو مسؤول , ولكن ما حدث مع « سلطان العطاء» مختلف تماما ، وتقول : ( عمر مقبرة العود ما جاها هالناس والأمم ليودعون ميت ، الأمير سلطان غير هذا « أمير الابتسامة « الله يرحمه ويغفر له يارب ) . وفي الجهة الأخرى وبعد صلاة الظهر مباشرة تجمع عدد من طلبة المدارس والأطفال في ركن من حي العود، وعندما اتجهت إليهم لأستشف عن سبب تجمعهم أكد لي الطفلان يحيى سعود و ريان موسى إنهم اتفقوا وأبناء الحارة لتوديع الأمير سلطان والدعاء له ، وعندما سألتهم : ( ما تشوفون أنه لسى بدري ؟!! ، قال الطفل ريان : لا نبي نحجز مكان زين عشان نقدر نودعه ونشوفه ) ، وأضافوا أن اليوم جميع الحصص الدراسية كانت دعاء للفقيد الراحل ، وأن الهدوء كان يغلب على الجو الدراسي ( ومن المشاهدات التي رصدتها عدسة «الرياض « عند وصول الجثمان صعود الأطفال والشباب على سيارات الحرس والشرطة الخاصة كي يحظون بشرف الوداع الخير لأمير العطاء والخير فقيد الأمة سلطان بن عبدالعزيز، غير آبهين بمحاولات الأمن في إنزالهم ، وكذلك على جذوع الشجر والأرصفة المقابلة للمقبرة في منظر يقشعر له الأبدان كما احتشدت النساء والأطفال على الطرق والشوارع على امتداد جامع الأمير تركي وحتى حي العود وعلى امتداد سور المقبرة ، حاملين الأوراق والصور التعبيرية لوداعه بحب وصدق كما عاملهم في حياته ) وقال المواطن : عبد الرحمن العسيري : كل خدماته الإنسانية وإن لم تشملني فأنا مستفيد منها كمواطن ، قاطع حديثه بالدعاء له ( اللهم كما جعلته أميراً في دار فناء ,, فابعثه أميراً في دار بقاء بعدد من استغفر له وجاء وكابد العناء وإغلاق الطرق ليدعوا له بأن يثبته الله ويتجاوز عنه ) وبنهاية هذا اليوم يكون الوطن أسدل الستار على ذاك الوجه المبتسم وأهداه لباطن الأرض كي يبتهج به ويستنير حتى يوم يبعثون، رحمك الله أبا خالد وأوسع منزلتك وغفر لك ولوالديك ) .