تدفق الناخبون التونسيون على مراكز الاقتراع اليوم الأحد للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات حرة في بلادهم بعد عشرة أشهر من إشعال بائع خضر النار في نفسه في احتجاج أطلق شرارة انتفاضات الربيع العربي، وتعرض زعيم حزب إسلامي من المتوقع أن يفوز بأكبر عدد من الأصوات لمضايقات خارج مركز اقتراع حيث ردد أشخاص هتافات تصفه بالإرهابي مما يعكس التوتر بين الإسلاميين والعلمانيين ويظهر واضحا أيضا في الدول التي اجتاحتها رياح الربيع العربي. ووقف راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي الذي من المرجح أن يحصل على أكبر نصيب من الأصوات منتظرا الإدلاء بصوته أمام مركز للاقتراع في حي المنزه 6 بالعاصمة التونسية، وقال الغنوشي الذي كان برفقة زوجته وابنته المحجبتين إن هذا اليوم هو يوم تاريخي وإن تونس ولدت من جديد. وأضاف أن الربيع العربي ولد اليوم، لكن بمجرد خروجه من مركز الاقتراع بدأ بعض المصطفين للإدلاء بأصواتهم يصيحون في وجهه. وقالوا له "ارحل .. ارحل" ووصفوه بالإرهابي والقاتل وطلبوا منه العودة إلى لندن، ويقول الغنوشي الذي أمضى 22 عاما منفيا في لندن إن حزبه ينتمي للإسلام الوسطي مثل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وحزبه العدالة والتنمية، ويقول إنه لن يحاول فرض قيم حزبه على المجتمع. وقالت حسنة بن زيد المحجبة (38 عاما) "ينبغي أن يحظى الإسلام بالاحترام مرة أخرى في تونس. وهذا سبب أنني سأصوت للحزب الإسلامي الوحيد." لكن صعود الحزب يمثل قلقا لدى العلمانيين في تونس الذين يعتقدون أن قيمهم الليبرالية معرضة للخطر حاليا.