"سلطان بن عبد العزيز جمعية خيرية بحدّ ذاته"..وصف إنساني معبر أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض في وصف الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- الوصف الذي ارتبط ب"سلطان الخير"..وأصبح يتردد على كل الألسنة..عبارة قصيرة أطلقها الأمير سلمان ولكنها لخصت الأعمال الخيرية للأمير الراحل رحمه الله في جملة "سلطان بن عبد العزيز جمعية خيرية بحدّ ذاته"..فعندما وصفه سمو الأمير سلمان بهذا الوصف العظيم كان يعلم أن مايقدمه الأمير الراحل من أعمال خيرية أكبر من وصفه بعبارة..ولكنه يريد أن يجمع كل هذه الأعمال الخيرية التي يقدمها الأمير سلطان في "جمعية خيرية"..تعد بمثابة بحر من العطاء لاينضب..فهو القريب من شقيقه الأمير الراحل في حياته ومرضه وحتى وفاته..ويعلم كم هو مقدار العمل الخيري الذي يبذله ويقدمه. قال عنه الأمير سلمان: «سلطان بن عبد العزيز جمعية خيرية بحدّ ذاته» والمطلع بالفعل على أعمال "سلطان الخير" يجد خيره عم أرجاء العالم من وطنه إلى أقصى مكان في هذا الفضاء الفسيح..فالأمير سلطان -رحمه الله- كانت جهوده وأعماله الخيرية والإنسانية تعبر عنها أعماله المشاهدة في كل مكان، فقد كانت أياديه البيضاء تهطل بالخير العميم في كل أرض تطأها قدمه..وسمعه يستجيب لكل نداء يطلب إعانة أو إغاثة..وعيناه تلهف لخدمة كل حالة إنسانية تحتاج مساعدة..فهو القريب في علاج كل ألم والقريب لمسح دموع اليتامى. ولهذا عندما استشعر سمو الأمير سلطان هذا الدور الكبير للعمل الخيري وهذه الأهمية للعمل الإنساني بادر في إنشاء هذه المؤسسة العريقة "مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية"، في 20 شعبان 1415ه الموافق 21 يناير 1995م ..لتكون صرحاً رائداً في تقديم خدمات إنسانية متميزة للمجتمع، برسالة مفادها "مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم". ويقول سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- في كلمة حول المؤسسة: "إن العمل الخيري والإنساني الذي نتشرف بالقيام به لوجه الله تعالى، يتطلب بذل الجهود الصادقة والمخلصة وتسخير كل الإمكانيات ليؤدي هذا العمل النتائج الإنسانية المرجوة منه، والذي يتطلع إليها كافة الشرائح المستفيدة من هذا العمل..وإنني وأبنائي أعضاء مجلس الأمناء ومنسوبي المؤسسة وفروعها، نحتسب إلى المولى عز وجل كل جهد نقوم به، ومهما بذلنا من جهد فإننا نتطلع إلى المزيد تجاه المجتمع بكافة شرائحه، حتى تؤدي هذه المؤسسة رسالتها السامية".انتهى. وانطلقت المؤسسة من أهداف عدة منها: توفير الرعاية الاجتماعية والصحية والتأهيل الشامل للمعوقين والمسنين من الجنسين، وإيجاد دور للنقاهة والتأهيل والتمريض، وتوفير الإمكانيات البشرية والتجهيزات المعملية والإكلينيكية على مستوى من الكفاءة والقدرة، وكذلك العمل على نشر الوعي بضرورة استخدام وسائل ومستلزمات الرعاية المنزلية والاجتماعية للمعوقين والمسنين والمساعدة على توفيرها كلما تطلب الأمر ذلك، وكذلك نشر الوعي للتعرف على مظاهر الشيخوخة المبكرة والعجز البدني والعقلي بشكل يحول دون حصولها، أو التقليل منها بالوسائل المناسبة. وسعت المؤسسة إلى أن تكون قريبة من ذوي الاحتياجات الخاصة فسعت إلى توفير الأجهزة التعويضية والمساعدة التي تساعد المعوقين والمسنين على التكيف مع ظروفهم، ومحاولة وضع كافة الإمكانيات والوسائل المساعدة لجعلهم في وضع سوي أو على الأقل التخفيف من معاناتهم حتى تتهيأ لهم سبل المشاركة في الحياة مع غيرهم من الأسوياء والأصحاء. وكان للمؤسسة هدف مهم في توفير الإمكانيات اللازمة لإجراء الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية التي تقدمها المؤسسة، والدراسات الأكاديمية والتطبيقية في جميع المجالات المتصلة بالإعاقة والشيخوخة المبكرة وأمراضها، ومعرفة أسبابها والعمل على تلافيها والحد من آثارها،وذلك بالتعاون مع الجامعات والمعاهد المتخصصة في هذا المجال، وتقديم هذه البحوث والدراسات إلى الجهات الحكومية المعنية والمؤسسات والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعنى وتهتم بهذه الخدمات ، وإيجاد نوع من التعاون فيما بينها وبين المؤسسة، وتبادل المعلومات والخبرات وإقامة علاقات علمية وتقنية فيما بينها. إنّ هذه الأهداف السامية التي سعى الأمير سلطان -رحمه الله- إلى تحقيقها في هذه المؤسسة الرائدة كانت تنسجم مع رؤيته التي مهدت لإنشاء هذه المؤسسة في حياته عندما أراد لهذا العمل الخيري والإنساني الذي يقدمه أن ينطلق وفق تنظيم وعمل مخطط تحت إشرافه ومتابعته وفق آلية تتواءم مع أعمال العمل المؤسسي المنظم. إن الأمير سلطان -يرحمه الله- في رؤيته للمؤسسة انطلق من أمر مهم وهو التطلع لخدمة المجتمع بكافة شرائحه احتساباً إلى المولى عزوجل دون انتظار شكر أو معروف من أي إنسان، حيث مهدت المؤسسة لإنشاء مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية (ميديونت)، ومشروع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية للإسكان الخيري.