ظلت قاهرة السعدي على مدى تسع سنوات تحلم بأن تنال حريتها في يوم من الأيام لتحتضن أبناءها الاربعة مرة أخرى. وصدرت على قاهرة وهي من مخيم جنين للاجئين بشمال الضفة الغربيةالمحتلة ثلاثة أحكام بالسجن مدى الحياة بتهم من بينها القتل وحيازة قنبلة وكان من الممكن جدا ان تمضي بقية حياتها في الأسر الاسرائيلي البغيض. لكن اتفاق تبادل الأسرى الذي شهد مبادلة مئات الفلسطينيين بجندي اسرائيلي أعاد المرأة التي تبلغ 34 عاماً الى أسرتها وكانت المفاجأة رائعة. وأغشي على قاهرة عندما استقبلها أحباؤها بعد الافراج عنها في الضفة الغربية. واستعادت الوعي بعد دقائق عندما رش المسعفون وجهها بالماء. وقالت وهي تتحدث اثناء استقبال في رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله حيث اجتمع الآلاف للترحيب بالأسرى المحررين كأبطال وطنيين "أنا بحلم". وأخذت تكرر والدموع تنهمر من عينيها "أنا مش مصدقة." واحتضنت قاهرة، وهي شقيقة أحد أبرز قياديي حركة الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية، ابنيها وابنتيها وهي تقبل أياديهم ووجوههم. وقالت "انا خطفت من بين أولادي وحكمت ثلاثة مؤبدات وثلاثين عاماً. أمضيت عشر سنوات حتى تمت صفقة التبادل وخرجت من السجن. العمل الذي قمت به كان دفاعا عن وطني وأولادي ولست نادمة عليه نهائيا. انا لا اندم على الشيء الذي قمت به ابدا." أسيرة محررة تُستقبل بحفاوة في رام الله. (أ.ف.ب) واعتقلت قاهرة السعدي في العام 2002 في ذروة الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال. واشتهر مخيم جنين للاجئين اثناء الانتفاضة كمحور للهجمات بالاسلحة والهجمات الاستشهادية لكنه كان رمزا للكفاح المسلح بين الفلسطينيين. واتهمت بالقيام بدور مسؤولة الامداد والتموين لحركة الجهاد الاسلامي ونقل استشهادي بسيارة الى هدف في القدس حيث قتل ثلاثة اشخاص في العام 2002. ووصف موقع الجهاد الاسلامي على الانترنت قاهرة السعدي بالمجاهدة الأسيرة. وكانت بين 27 أسيرة أفرج عنهن في اطار اتفاق التبادل بين حماس وحكومة العدو الذي أدى الى الافراج عن الجندي الاسير غلعاد شاليط مقابل 477 فلسطينيا افرج عنهم. ومن المقرر ان تفرج اسرائيل عن 550 أسيراً فلسطينيا آخر في مرحلة ثانية من عملية الافراج. وقالت قاهرة "ان الشيء الوحيد الذي تأسف عليه هو انني تركت رفاقي في الأسر". وما زالت اسرائيل تحتجز تسع سيدات ضمن نحو 5000 أسير فلسطيني في سجونها حسب تقديرات مسؤولين فلسطينيين. وقالت "تركت اعز صديقاتي في السجن من تسع سنين لينا الجربوني من عرب الداخل." وأضافت ان رسالتها للشعب الفلسطيني هي "ليش تركتوا تسع أسيرات في السجن." وعبر ناصر السعدي زوج قاهرة الذي قام بتربية أطفالهما الاربعة في السنوات التسع الاخيرة عن سعادته للافراج عن زوجته. وقال "انا فخور انا واولادي بزوجتي.. فرحان جدا لا اعرف ماذا أقول."