كان السؤال ماحقاً.. إذ يصطلي بلهفتي.. ثم.. يتلفع بناري.. كيف أصطفي نكهة أيامي من بين كل ما يترامى حول نقلات وجودي؟ وكيف يمكن أن أتداعى.. بين أحضان الليالي التي حينما أعرضت تزودت من عبرات الوداع وشهقة أسمالي؟ حط الجواب ساحقاً.. يتكور من صقيع مقته زوالي.. مشرعاً.. منافي الحكم التي أودت بمرابعي.. وظلالي.. وقَّع في ما تبقى من فواصلي.. ومفاصلي.. وأوصالي.. أن فعل الخلايا.. عندما يضمحل.. ويذوي.. فلا تعوضه النكهات.. ولا تعيده الصبوات ولا تأمر عليه الرغبات.. ولا تصطاده الدعوات ولا تأتي بسره الصلوات.. ينفتل بالكبد.. وينفعل بالكمد.. ويمتثل للأبد يركلك.. بأن ما مضى فات.. ويصفعك.. بأن ما هو آت.. آت.. ثم.. يرحل بأغلى الأشياء. وينساك مع الأشلاء.. ويوثقك بأرخص الكبوات.. كم هو.. مزلزل ومدمر.. ألا تكون أنت الطَّعم.. واللون.. والرائحة.. لذاتك.. في زمانك.. ومكانك.. كم هو.. مرعب.. أن تتوقف في مكتهل تكوينك.. كم هو.. سيئ.. وشقي.. ألا تعود زمر أفراحك.. وأن تتفرد بك.. قوفل أتراحك أن تفقد في منتصف عامك أحلامك.. وأن تتصفد في نهاية عامك في جملة.. من أفدح أوهامك.. تماديت في أمد من صبواتي.. وقلت: سأوصد باب احتمالاتي.. ولن أشغل تجلياتي.. بما يهدره الضلوع في تحولاتي.. غير أني الآن.. أهدر جليل إشراقاتي.. فقد تولاني.. رهق مبين.. من وهدة العجز.. وسطوة المستحيل.. ووحشة الفقدان.. وها أنذا.. أعود بين.. مائجة السؤال.. وكارثة الجواب.. أعد عزاء محتسباً.. بنكهة التسليم.. لكل جواب كئيب تسوَّرَه.. موحش من لئيم السؤال..