تختلف اولويات الوزرات والشركات ، فالبعض يخطط للتوسع بينما يتجه إلى جني المزيد من الأرباح الآنية وبين هذا وذاك يسقط "الموظف " من الحسابات الآنية اوالمستقبلية ، في الوقت ذاته يحاول هذا الموظف المثابرة وتقديم أفضل ما يملك لهذه المؤسسة . بينما يدرك البعض أن هذا الموظف هو العنصر الأساسي في عجلة تنميتها إيمانا منها بأنه "الرقم الصعب " في المعادلة الإنتاجية ، مما يجعلها تسلط الضوء شيئا فشيئا على احتياجاته ، محاولة غرس " الإنتماء " و "الولاء " في جميع من ينتمون إليها ، هذا الضوء يترجم في الغالب عبر حزمة من الأنشطة والفعاليات التي تتعدى الموظف نفسه لتصل إلى عائلته وأطفاله مما يجعل الجميع في البيت والمؤسسة يدرك على حد سواء ان هذه الشراكة الإستراتيجية تهدف إلى زرع قيم في نفوس العاملين وعائلاتهم فالأسرة ستدرك ان إستمرارية الإداء الإيجابي هو استمرارية لعيش حسن وآمن لها ، في الجانب الآخر المؤسسة ستعي جيدا ان برامجها لن تذهب هدرا . الشركة السعودية للكهرباء .. هي احدى الشركات الوطنية التي تحاول جاهدة إدخال هذا المفهوم الجديد في سياساتها فعلاقتها مع موظفيها لا تتوقف عند الموظف بل تمتد لأسرته من خلال تنفيذ العديد من البرامج التي تركز على تطوير ونشر المعرفة بالعديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية وتأتي هذه الخطوة تماشياً مع مسؤوليتها الاجتماعية . وفي هذا الجانب أوضح عبد السلام بن عبد العزيز اليمني نائب رئيس أول للشؤون العامة بالشركة ل " الرياض " أن فكرة تنفيذ البرامج لأسرالموظفين جاءت في إطار السياسة التي يتبناها قطاع تطوير الموارد البشرية بالشركة، والتي تهدف إلى نشر وتطوير المعرفة ليس فقط لموظفي الشركة وإنما لأسرهم أيضاً، ايماناً بأن الارتقاء بالمستوى المعرفي هي رسالة سامية يزداد تأثيرها كلما اتسعت مساحتها، فيساعد ذلك على زيادة الوعي العام في المجتمع بأكمله، ويكون المردود إيجابياً على الجميع. وأشار اليمني إلى أن الشركة نظمت برنامجا بعنوان "التفكير الإيجابي والتخلص من المشاعر السلبية " لزوجات الموظفين بإشراف د. شيخة العودة مبينا اقتصارالحضورعلى النساء فقط وقدمت (3) دورات بإجمالي حضور (70) مشاركة في الدورات الثلاثة، والتي تم تنفيذها في يوليو الماضي ، مبيناً أن البرنامج يهدف إلى التحرر من المخاوف والقلق ومعوقات النجاح والتغلب على ضغوط العمل والمنزل اليومية والتحكم في الانفعالات وردات الفعل وإدارة الذات والتحكم في المشاعروالمواقف الصعبة والتحررمن العلاقات السلبية وآثارها والتغلب على الرغبات والعادات السيئة والقناعات المقيدة. بالإضافة إلى تنمية وتطوير الاستراتيجيات الخاصة بالتفكير الإيجابي والنظر للآخرين بمنظار جديد يعتمد على التغيير الإدراكي وتخطي الأفكار السلبية . كما أقيم برنامج آخر وتم تخصيصه لبنات الموظفين بعنوان " التربية القيادية"، وقد نفذته الأستاذة ريم الهاجري حيث قدمت دورة حضرتها (20) مشاركة ، وقد تناولت الدورة موضوع " التربية القيادية" بهدف تدريب المشاركات على تطبيقات القيادة الذاتية لتحقيق التفوق ومساعدة المشاركات على تحقيق أقصى حد من إمكانياتهن الكامنة عبر إجرائهن تقييم صريح وشامل لمعارفهن ومهاراتهن وقدراتهن وتدريب المشاركات على وضع خطط عمل ذكية للوصول لأهدافهن وتحمل المسؤولية الشخصية. هذه الخطوات التي تقوم بها الشركة انعكست إيجابا على ارباحها وعلى مستوى الخدمة المقدم بداخلها، فالموظف انتقل من كونه يؤدي عملا يوميا إلى " شريك في النجاح ".. وحال لسان الموظف يقول في اغلب الشركات : أعطني اهتماما.. أعطيك جودة.