من أهم شيم أبناء العرب بادية وحاضرة.. إكرام الجار والذود عنه وحفظ جانبه.. لما له من مكانة عالية في نفوس تربت على الفضيلة والقيم النبيلة المستمدة من عمق تعليمات ديننا الحنيف.. فالجار أوصى به رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وحثنا واعطانا في هذا درساً.. من خلال تعامله مع جاره اليهودي والجار له حق على جاره يقول الشيخ مقحم النجدي: الاّ ومع ذلك لك الله لنار كار الجار ما عقبه نذوق الطريفه نرفى خماله رفيت العش بالغار ونودع له النفس القويه ضعيفه وهنا الشاعر يؤكد مكانة الجار عند العرب وقد يحدث من بعض الجيران قصور تكون في الغالب غير مقصودة وهذا لا يعني ديمومة الاستمرار في الخطأ.. والجار الصالح هو الذي ينظر لجيرانه بعين الإجلال والتقدير ويدمح لهم تجاوزاتهم التي جاءت من باب السهو أو الغفلة.. ومهما كانت نوعية اخفاق الجار في حق جاره يجب أن لا يتركه أو يهجره بل عليه أن يترفع عن الصغائر ويرسم لجاره لوحة من السمو والتسامح فالاديب راشد الخلاوي صاحب النفس العربية والأخلاق العالية يؤرخ لحدث معين يتمثل في تجاهل جاره له وعدم دعوته له لوليمة أقامها.. ليؤكد أن هذا الفعل لن يثنيه عن محبة جاره أو تجاهله بل أنه يرفض الردى ويعلو بهامته وهو يقول «كيف أنا أخلي الطيب وانكس للردا» والقصة تفصيلاً أن الخلاوي كان جاراً لأحدهم وتجاهله عندما أقام وليمة عامة حضرها جميع الجيران واستثنى الخلاوي من الدعوة ربما من باب السهو.. فأزعج راشد هذا الفعل فخرج للصيد وصاد عدداً من الغزلان وعاد لمضاربه وأقام وليمة دعا له كل جيرانه بما فيهم جاره.. وقال هذا النص الذي يعد من روائع الأدب المقتضب يقول: يقول الخلاوي والخلاوي راشد للناس اموال ونا لي السانيه لا نزلوا الطمان نزلت انا العلا في ماقف كل الخلايق ترانيه شبيت نار يجذب الناس نورها عليها من لحم «الجوازي» ثمانيه وعزمت جيراني على طيب القرا يوم ان داعيهم نسى ما دعانيه كيف انا اخلي الطيب وانكس للردا والارزاق عند الله والاعمار فانيه