قال نائب رئيس اللجنة الوطنية لتجارة المعادن الثمينة والأحجار الكريمة بمجلس الغرف التجارية الصناعية محمد هاشم عزوز ل "الرياض" ان ارتفاع أسعار الذهب إلى حدود 1681 دولارا للأونصة في الوقت الراهن والذي تراجع نتيجة فترة جني الأرباح سيجعل مبيعات السوق السعودي محدودة في موسم الحج للعام الجاري، موضحا أن هناك أسبابا أخرى منها الاضطرابات الاقتصادية والأمنية في كثير من دول العالم قد تجعل الحجاج الذين يفدون من تلك البلدان يصرفون النظر عن شراء الذهب. وقارن بين سعر الذهب في موسم الحج للعام الجاري والموسم العام الماضي قائلاً أن هناك زيادة في السعر تكاد تصل إلى الضعف فقد سجلت الأونصة في موسم الحج الماضي سعرا يتراوح بين 1000و1200 دولار والعام الذي يسبقه كان سعر الأونصة يتراوح بين 800 و900 دولار وهذا يوفر مؤشرا أن الزيادة تصل إلى 80%. وأشار عزوز إلى أن التجار يحدوهم الأمل في موسم العام الجاري خاصة أن عدد الحجاج يتزايد في الأعوام الأخيرة في تحقيق مبيعات معقولة لأن مصنعي الذهب بدأوا يصنعون مشغولات وزنها جرام واحد وسعرها يصل إلى 200 ريال تجاوباً مع رغبة الزبائن بالرغم أن عملية التصنيع هذه تحتاج إلى تقنية مكلفة، وكانت أصغر المشغولات الذهبية من قبل تصنع بوزن خمسة جرامات، والمستهلك عندما يشتري كمية ما بين 1 إلى 10 جرامات لن يجد الفرق في السعر كبيرا فقد يصل إلى زيادة قدرها 100 ريال. محمد عزوز وأفاد بأن المستهلكين يعيشون في هلع من الأزمات الاقتصادية في العالم ويحاولون الادخار في الذهب نتيجة انخفاض الثقة في الأوضاع الاقتصادية، خاصة أن 80% من التقارير الاقتصادية أصبحت مغلوطة، وهنا يأتي دور وعي المواطن بالحقيقة الواقعية حتى يتخذ الخطوة الإيجابية المناسبة، ومطلوب من المسؤولين في مؤسسة النقد توضيح التأثيرات الاقتصادية المحتملة نتيجة للاضطرابات العالمية لأن المستهلك بدأ يشتري الذهب الخام وهي خطوة إيجابية للبعد عن المضاربات في الأسهم، ولكن الذهب معرض للهبوط ومعرض للانهيار، مضيفا "المفروض أن شراء الذهب يكون وقت الحاجة لاستخدامه، وبيعه يكون أيضاً لحاجة دون النظر للسعر"، محددا ثلاثة مقومات يمكن أن تتحكم في سعر الذهب خلال الفترة المقبلة، أولها الأزمات في العالم العربي، وثانيها أزمة الديون الأمريكية، وثالثها استمرار ارتفاع السعر. من جهته قال المختص المالي عبدالله هزاع الجفري ان الذهب هو الملاذ الآمن نفسيا للفرد والذي تتجه إليه جميع شرائح المجتمع بنسب مختلفة متأثرين بالعوامل الاقتصادية والسياسية، وقد يكون تأثير زيادة أسعاره مؤشرا لتوضيح الفكر السائد، موضحا أن تأثير ذلك على الاستثمارات الأخرى محدود لعدة أسباب أهمها أن الشريحة التى تتوجه للذهب كمدخر يحتفظ بقيمته لها حدود لا يصل لدرجة تعطيلها لمصالح أخرى مع اختلاف درجات تقييم وحجم المؤثرات على اتخاذ القرار، وتبقى الفئة المستثمرة والمستفيدة من تقلب قيمة الذهب وهنا مستوى آخر من القراءة الاقتصادية والسياسية والتي تستغلها هذه الفئة لتحقيق أرباح كبيرة. ومن المعروف أن زيادة الأسعار بشكلها الكبير لا تفيد أصحاب المهنة وشركات الذهب كربحية وتدوير لصياغة الذهب وهو أهم جانب ربحي في عملية التشغيل رغم الزيادة الكبيرة في قيمة رأس المال، والتأثير على الاستثمارت الأخرى الحاصل من تعطيل الأموال في الذهب كمدخر تتناقص بزيادة سعره. إلى ذلك قال تاجر الذهب صلاح سالم العماري ان الزبائن سواء من الحجاج أو المستهلكين ما زالت لديهم رغبة في اقتناء المشغولات الذهبية المتوفرة في السوق السعودي لجودتها وخلوها من الشوائب، ولذلك نتوقع أن يكون موسم حج هذا العام أفضل من موسم العام الماضي رغم وجود تأثيرات وأحداث عالمية قد لا تأتي بالحجاج الذين يعرفون جودة الذهب السعودي هذا العام لشرائه ولكن يظل الذهب هو أحد العناصر المهمة في الأفراح والزواجات والمناسبات السعيدة.