أسوأ خبر سود الأيام وتناقله الأنام في الأسابيع القليلة المنصرمة والذي ينذر بدنو سخط الله وعقوبته إن كان ما تناقلته بعض وسائل الإعلام مؤكدة كان حول تدنيس كلام الله في معتقل كوبا (غونتنامو) على أن التطاول على الله وكلامه صفة وسجية من سجايا وخصال الذين سفل بهم فعلهم ووضعهم حمقهم والجهل أو لنقل ساقتهم نحو حتفهم أقدام التعالي والتكبر بعد التجبر والطغيان، وربما غطرسة القوة التي ربما زعموها. بدأ الإيذاء والتنكيل والقهر والاعتداء بالماديات ثم انتقل إلى تدنيس كلام الله بإلقاء أوراقه في مراحيض نجسة وهو المطهر والمنزه، وسيبقى مطهراً منزهاً لا يضره الحقد والكيد والله خير حافظ له وللمؤمنين الذين تندى جراحهم وقلوبهم حسرة وألماً ويعتصرهم الوجع حتى الغيظ والكمد من فعل كهذا وخبر عكر صفو حياتهم، ولعل فرج الله قريب، وهذه التصرفات علامة فارقة في جبين حضارة نكست على عقبيها نحو الهاوية وستجر وراءها في اليوم الذي يأذن الله بحلول سخطه وبالاً على من أقدم بكل جرأة على مهانة نفسه أولاً ثم صار أشقى القوم وشؤم مصيرهم. ولقد سبق المتكبرين أمثال شبيهة فاتبعوا سنتهم نحو مصيرهم المنتظر، وربما كانت بداية الزوال ودفعة من الدفعات الخلفية نحو الخذلان والثبور في الدنيا والآخرة. ومن الأمثلة التي لا تختلف عنها في كثير، شقي قتل الناقة وشقي مثله أقدم على هدم الكعبة، والأمثلة عديدة والعقوبة حلت على أهل الطغيان في أنفسهم وديارهم وكتبت النجاة للمؤمنين والسلامة للطائعين المتقين والفوز للمحسنين الذين أطاعوا رسله واتبعوا سبيله وصراطه المستقيم. أما الغضب الذي يتأجج في صدور وأفئدة المسلمين تجاه هذا الفعل الشنيع فواجب يحتمه الموقف وإنكار لا بد منه وهو استجابة قلبية وسلوكية وفعل إيماني وقد ظهر بالفعل على كل العالم الإسلامي مؤسساته وأفراده، وهذا الاستنكار لا يماثله استنكار عادي يتناول الاقتصاد مثلاً أو يعارض في زيادة صناعة ونقصها أو منصب وترشيح ولا اتفاقية أو رفضها، لأن الوضع هذا مختلف تماماً لا يماثله أمر دنيوي يمكن تعويضه فيما بعد أو نسيانه بالكلية، ولقد قال الله عزَّ وجلّ في كتابه العزيز عن بني إسرائيل: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ٭ فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين} (آية 66 سورة البقرة). {قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون ٭ فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يصالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين ٭ فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين} (الآيات: 76، 77، 78 سورة الأعراف}. وكتاب الله المحفوظ من عنده والمطهر لا خوف عليه من الدنس ولا العبث فهو كتاب الله المنزه والحق المبين قال تعالى: {ألم ٭ ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} (آية: 1، 2 سورة البقرة). وقال تعالى في سورة إبراهيم: {وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} (آية 46). وقال تعالى في سورة الحجر: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (آية 9). ويبدو من ظاهر ما يجري من قتل وتجبر وتكبر واستعراض للقوة وطغيان صارخ ومكر بين الوصول إلى الانحطاط في التدني حتى وصل الأمر إلى الاستهانة بالدماء وقتل الأبرياء والتعدي على الديار والتسلط على المجتمعات وتدنيس القرآن الكريم وإهانته وتمزيقه أن الأمر وصل إلى ذروته وأن العد التنازلي كما هي سنن الذين خلوا من قبل قد قربت إن لم تكن قد وصلت. نسأل الله أن يعز من أعز كتابه واتبع نبيه وأن يمزق ملك من مزق كتابه ويهين من أهانه، اللهم آمين ونبرأ إلى الله من شقوة تورث الخسران وحماقة توصل إلى الطغيان وعمل قام به قردة خاسئين لهم أشباه قد مسخوا وذلوا وخابوا وخسروا. اللهم آمين.