ثلاث سنوات هي عمر بقاء رئيس الرائد فهد المطوع في رئاسة النادي، خلالها حقق نقلة نوعية، ليست فنية، بل مالية، حولت الرائد من ناد تطوعي يعمل فيه من يعمل حبا بكيان نشأ فيه وترعرع إلى ناد تحركه المادة، كل شيء بحساب، ملايين دفعت خلال هذه السنوات لو وظفت توظيفا سليما لحصل على بطولة أو أكثر، لكن ما الذي حصل؟! سنتان مضتا، الأولى هبط فيها إلى الدرجة الأولى ثم بقي بقرار، وفي الثانية بقي بشق الأنفس مستفيدا من وجود 14 فريقا في دوري "زين" مما يوسع الفرصة للبقاء، أما هذا الموسم فإن (الليلة الظلما باينة من عشاها)، وما بين القوسين مثل نجدي يطلق على الأمر حينما تتضح معالمه السيئة منذ بدايته! ليسأل كل رياضي عن التناقض الذي يحدث في الرائد وحق له أن يسأل، مال غزير، ومستوى ضعيف، ونقاط شحيحة، طالما أن أهم عنصر يمكن أن يعالج الوضع "المال" موجود بوفرة، إذن أين الخلل؟! في مدرج رائدي واسع طالما امتلأ بمحبي الكيان وقف المال على قدميه، قبض على "المايك" بيده اليمنى ثم أخذ يدافع عن نفسه، قال: (لا تلوموني، فأنا أرقام مسلوبة الإرادة، وضعت في غير مكاني، ولذا فلا قيمة لي، ولا نفع يرجى مني)! سأسوق لكم أمثلة على سوء إدارة المال في الرائد، خلال المراحل الاستعدادية الثلاث الماضية التي تسبق بدء الدوري أسرف المطوع في جلب اللاعبين وكأن الرائد منتخب تجريبي يحضر إليه اللاعبون من كل الأندية، لقد أحضر نحو خمسين لاعبا ما بين وطني وأجنبي لم يضف جلّهم شيئا على الفريق، فهم مجرد أسماء حلت مكان أسماء أخرى بلا جدوى، والتبديل هذا كلف ملايين صرفت بلا مردود.ذلك العدد المهول لم يحدث حتى في المنتخب الذي يحق له ضم وإبعاد اللاعبين لتجربتهم مجانا، ويحدث في ناد يدفع دمه من أجل إحضارهم، ولاعبون جاء بعضهم فتدرب بضعة تدريبات ثم أخذ (المقسوم) وعاد إلى أهله. جوميز المدرب الجاني، أم المجني عليه؟! لا شك أن المدرب الذي رأس الجهاز الفني للفريق الموسم الفائت وهذا الموسم سبب رئيس في حالة التدهور التي تحدث للفريق، فهو مدرب رغم حالة الضعف الفني التي غلف بها الفريق في الموسم الماضي، إلا أنه حظي بتجديد عقده، والتجديد هذا نتيجة طبيعية لقصور في فهم قدراته من قبل من أبقاه، ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فقد قاد الفريق إلى الهاوية، لقد صدق هو أنه مدرب فاهم بعد أن درب النصر نهاية الموسم الماضي معارا، وعاطر الثناء الذي وجهه إليه بعض النقاد (وهّق) إدارة النادي في عملية التجديد! ربما أجد نجاح جوميز مع النصر فرصة إيجاد عذر له ولو بنسبة ضئيلة، فربما ظلم حينما لم يجد المناخ ملائما للعمل، دعونا نقرأ الورقة الأهم، إدارة النادي وإدارة الفريق في الفقرة التالية. من يدير النادي! صدق أو لا تصدق أنه خلال العامين الماضيين لم تعقد إدارة الرائد اجتماعا رسميا ولو مرة واحدة، وما يحدث هو جلسة للرئيس مع بعض الأعضاء والجمهور. أيضاً هل تصدقون أن اجتماعات أعضاء الشرف المحدودة جدا هي اجتماعات علاقات عامة، محور النقاش يدور حول رسوم العضوية، ومن يصلح ضمه، أما حالة الفريق فلا موقع له على مائدة المجتمعين! هل تصدقون أن أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الشرف يأخذون أخبار النادي من (دكته) ورسائل جواله، أسأل عددا منهم عن أخبار النادي فيقولون: لا ندري، أقول لأحدهم كيف تعاقدتم مع اللاعب الفلاني ومستواه ضعيف؟ فيجيب: لا أعرف! أسأله عن.. وعن.. وعن.. فيجيب: لا أعلم! و(من قال لا أعلم فقد أفتى)!! اسألوا نائب الرئيس السابق محمد الدغيري والعضو السابق صالح التويجري لماذا هربا؟! هل تصدقون كذلك أن الرئيس فهد المطوع أعلن أن مسؤوليته كرئيس ناد مقصورة على الفريق الأول، ولا نعلم هل هو رئيس ناد، أم مدير فريق؟! إنه لم يطل بلح الشام، ولا عنب اليمن، و(بين حانا ومانا ضاعت لحانا)، والله المستعان!