أكبر الخاسرين من زيارة كيم كردشيان لمدينة دبي هي المغنية الأمريكية جانيت جاكسون التي أحيت حفلةً ليلة الخميس في أبوظبي كان متوقعاً أن تكون هي حديث الإعلام لكن طوفان كردشيان اكتسحها تماماً وجعل خبر حفلتها يمر مرور الكرام دون أن يلحظه أحد. وعندما أقول طوفان فإنني أقصد ذلك حرفياً, فلا أقل من هذه الكلمة لوصف الضجة الإعلامية الهائلة التي رافقت زيارة الشابةالأمريكية لمدينة دبي, حيث امتلأت الصحف والفضائيات ومواقع الإنترنت بصورها وأخبارها, وتابعت حتى أدق تفاصيل زيارتها, ما يجعلك تتساءل عن سبب هذا الاهتمام الطاغي بفتاة لا تملك من الإنجازات سوى شكلها الخارجي. ما الذي قدمته كيم كردشيان للإنسانية حتى تستحق كل هذا الاهتمام؟. لا شيء سوى برنامج تلفزيون "واقع" فارغ لا يقدم سوى "الثرثرة" حول حياتها الشخصية بكل ما فيها من سطحية وحميمية!, ولئن كنت أجد العذر لمن دعاها إلى دبي من حيث رغبته في استغلال شهرتها لتسويق اسم المدينة عالمياً, إلا أنه في المقابل, كان الأولى أن توجه الدعوة لنجم عالمي أضاف للإنسانية وللثقافة إنجازاً مهماً, مثل ياني, الموسيقي اليوناني الكبير الذي سيزور دبي نهاية الشهر الحالي, فمثله لن يعترض أحد على دعوته, وسيضيف لدبي الكثير, أما كيم كردشيان, فليست حتى فنانة, إنما وجه جميل فقط. المشكلة ليست في مجرد دعوتها, بل أيضاً في تعاطي الإعلام معها, وتضخيم خبر زيارتها, وكأنها من عظماء هذا الزمان, رغم أنها -في الحقيقة- أسوأ مثال يمكن الترويج له, وفضائحها السابقة, وفيديوهاتها الجنسية, تزيد من استغرابك من الاحتفاء الذي وجدته من إخوتنا في الإمارات, فكيف تحتفي بامرأة رأس مالها هو الاستعراض بجسدها, وأي تأثير ستتركه زيارتها على شبابنا وفتياتنا إذا وجدوا أن أمثالها هم من يتصدر واجهة الصحف والفضائيات. إن قوة الإعلام الرهيبة قادرة على تسويق "الخطأ" على أنه "صحيح", وحينها لا تسأل عن عدد الشباب الذين سينخدعون بهذه النماذج السيئة, ويقلدونها ظناً منهم أن هذا هو طريق الإبداع الحقيقي. وهنا لابد من ذكر موقف الأستراليين من المغني الأمريكي سنوب دوغ حين منعوه من زيارة بلدهم لأنهم يعتبرونه "مثالاً" سيئاً وله تأثير مدمر على شبابهم. السؤال المهم الذي تثيره هذه الزيارة والذي يكشف تناقض مجتمعنا العربي: ماذا لو كانت كيم عربية الأصل والمنشأ هل ستجد نفس الاحتفاء؟. أم أن اللعنات ستلاحقها لأنها تجاوزت العادات والتقاليد بفيديوهاتها الفضائحية؟. كيف نعجب بفنان أجنبي صاحب سجل أخلاقي سيئ ونرفض العربي إذا ارتكب نفس الفعل؟!.