عندما منعت أستراليا المغني الأمريكي الشهير سنوب دوغ من دخول أراضيها فلم يكن ذلك بسبب سوء أغانيه بل لأن تصرفاته الشخصية بلغت حداً من الشذوذ لا يمكن قبوله. فهو على مستوى حياته الشخصية مليء بالفوضى ولا يتورع عن تبني الأفكار الشاذة مثل ظهوره في مهرجان للعري وسط فتيات عاريات يغني ويرقص تحت تأثير المخدر بلا مسؤولية. كل هذا جعله خطراً على عقول الناشئة وهو ما حدا بالسلطات الأسترالية إلى منعه من زيارة سيدني قبل عامين. حدث هذا في أستراليا التي تعتبر من أكثر الدول تحرراً وانفتاحاً، أما السويد التي لا ينازعها أحد في تحررها فقد كان لها موقف مماثل مع سلطان الطرب! "جورج وسوف" عندما اعتقلته مطلع هذا الأسبوع بسبب حيازته لثلاثين غراماً من مخدر الكوكايين. وقد ضج محبو الفنان العربي بهذا النبأ وتألموا وتساءلوا كيف تجرؤ الشرطة السويدية على التعامل مع الفنان الكبير بهذه الطريقة وكأنه مجرم عاديّ!. أين حرية الفن وحرية الإبداع!!. بل إن بعضهم رأى أن من حق "وسوف" أن يتعاطى "الكوكايين" مادام يطربنا ويمتع أسماعنا ويقدم طرباً أصيلاً!. بالطبع لم يثبت حتى الآن ما إذا كانت ملكية المادة المخدرة تعود لسلطان الطرب أم لا. ولكن الضجة التي أثارها الجمهور العربي وموقفه من مسألة الاعتقال تدعو لطرح هذا السؤال: هل يمنح الجمهور العربي الحق للفنان الذي يعجبه أن يفعل ما يحلو له حتى لو اقترف السبع الموبقات؟. هناك أمور لا تباع ولا تشترى.. وانتهاك الأخلاق وممارسة الرذيلة وتناول المخدر وإدمان الخمور أمور لا يمكن قبولها بأي حال من الفرد العادي فضلاً عن الفنان. إنها قضية لا بيع ولا شراء فيها. ولقد قدمت لنا أستراليا والسويد نموذجاً لاحترام القانون واحترام قيم المجتمع فهل نرى الدول العربية وهي تزيح عن العابثين من أهل الفن الحصانة والمحسوبيات وتُعامِلهُم كما تعامل بقية المواطنين؟. وهل سيوافق جمهور الفنان أصلاً؟!..