في السابق كان هناك بعض الشباب الحاروية يجوبون الحارات ليتصيدوا بعض أولاد النعمة ليأخذوا ما معهم من وسائل تسلية بطرق ملتوية . ومن هذه الطرق أن يأتي لأحد الشباب الذين معهم " كعابة " ، لعبة شائعة في زمن مضى . وتُسمى في الحجاز " الكبوش" ، وفي العراق " تشعاب " أو " جعاب ". معنى قول : " سلفن ولاعبك " في لهجة القصيم : سلفني مما عندك كي استطيع أن ألعب معك . ويُقال من قبل الشاب الذي لا يملك الكعابة ، وهي لعبة معروفة تُستعمل فيها كعوب الخراف . واتخذ الناس العبارة في ذلك الزمن مثلا للذكاء الذي يقترب من الاحتيال . ويقول له سلفن بعض الكعاب وألاعبك . أو ألعب معك . فإذا كسبتك تكون لي ، وأُعيد لك ما استلفت . وإن غلبتني يكون لك في ذمتي ما أخذت ( طبعا الحاروي لا يعيدها ). تذكرت هذا عندما انجرّ بعض المغامرين من القوم بفتح " محفظة " لدى مصرف ، وأخذ قرضا دخل فيه أسهما بواسطة البنك أو غيره .( والقويّ في تلك الحالة هو البنك ) . فإذا خسر سدد مما في المحفظة وطالب الزبون بالتسديد إما بواسطة الرهن أو الرهم أو استمرار تحويل الراتب . وهذا الذي أوجد هزة مالية شعر بها وبتوابعها المجتمع السعودي والتي سُميت أزمة انهيار الأسهم. والذي ميّز " لعب الكعابة " أيام زمان عن زمن كارثة انهيار الأسهم أن الأولى ليس فيها " إشاعات " وتعد الإشاعات من أكبر المؤثرات السلبية في التداول الذي لم يعرفه المجتمع السعودي في حياته . التي تعتبر من ثوابت السوق، وهذه الممارسات قد تكون مباشرة أو من العاملين في المؤسسات . وفي ظل انتشار الإشاعات يمكن أن تضيف بعدا مؤثرا لقرارات قد لا تكون صحيحة . ويساهم في زيادة التأثير الغموض وعدم توافر المعلومات حول عمل المؤسسات وتداولها. والبعد المتحكم الوحيد هنا هو قدرة الإشاعة على الانتشار ، ولها فرسانها. أولئك الفرسان استغلوا قلة الوعي عند العامة ، خصوصا من لا يمتلكون حاسة الواقعية في التوقعات من سوق الأسهم، حيث إن كثيراً من المتعاملين، خصوصاً الصغار منهم، يبالغون في توقعاتهم لحجم العوائد من أسواق الأسهم، التي هي في الأساس أدوات استثمار للمدى الطويل، وليست للمضاربة وتحقيق العوائد السريعة، وقلة الوعي الاستثماري تشكّل خطراً على السوق، والدليل تأثيرها.