تحوي جميع القطاعات سواء الخاصة أوالعامة عدداً من الأقسام المختلفة والمتعددة ولكل منها دور مهم في عمل هذا القطاع ولابد من الأخذ بالمستجدات والآليات الحديثة لتطويرها خصوصاً أننا نعيش اليوم في عصر سمته التميز والبحث عن مزيد من الكفاءة والإبداع حيث يشهد عالم الإدارة تغيرات وتطورات سريعة ومتلاحقة نتيجة لذلك تجد الإدارة نفسها من وقت لآخر أمام تحديات تفرض عليها اتباع وتطبيق كل ماهو جديد في مجال التطوير والتحسين. ومن الأقسام المهمة في أي قطاع سواء عام أو خاص هو قسم الاتصالات الادارية المخصص لتلقي طلبات ومعاملات المراجعين والرد عليهم وهو يعتبر واجهة القطاع ويعطي الانطباع الأول عن القطاع، إننا نلاحظ وللأسف أن بعض القطاعات لا تعطي هذا القسم حقه من الاهتمام والعناية سواء باختيار العاملين فيه ذوي مواصفات خاصة تؤهلهم للعمل في هذا القسم أذ أنه يتطلب منهم مواصفات خاصة مميزة من اللباقة والتحمّل والقدرة على الإقناع ومبدأ المساعدة والتفاهم او دعمه فنياً وتقنياً والأخذ بالمستجدات والوسائل الحديثة. إن المتأمل لبعض موظفي الاتصالات في بعض القطاعات لدينا يلاحظ عدم كفاءتهم للعمل بهذه الأقسام ويتمثل هذا في قلة التحمّل لديهم خصوصاً من استفسارات بعض كبار السن أو الغير متعلمين ويظن هذا الموظف أن هذا الشخص يتجاهل عليه ، كما أن البعض ليس لديه مبدأ المساعدة ويحاول الإجابة بعدم ورود أوراق أو معاملة هذا الشخص من دون أن يكلف نفسه أخذ بعض المعلومات المتوفرة مع هذا الشخص والذي تكبد مشقة بالوصول وقطع مسافات طويلة. ولو حاور هذا الموظف المراجع وأوضح له حاجته لبعض المعلومات المتعلقة بطلبه او موضوعه لأمكنه إفادة هذا المراجع عن موضوعه وتوجيهه التوجيه المناسب. إن أقسام الاتصالات تتطلب تطوير في أداء عملها سواء من العاملين أو الأجهزة والتي تساعد في أداء العمل على الوجه الأكمل ، وقد أحسنت بعض الإدارات في القطاعات الحكومية او الخاصة في استخدام التقنية الحديثة والتي تسهل على المراجعين إمكانية الاستفسار بواسطة الهاتف أو شبكة الإنترنت مما خفف العمل على هذه الأقسام كما أنها تعطي المتصل في بعض الأحيان خاصية تقييم الخدمة المقدمة له عن طريق هذا الاتصال، ولكن في بعض القطاعات لايمكن التحول كاملاً للاتصالات الآلية والاستغناء عن الموظفين الذين يستقبلون الطلبات ويزودون المراجعين بالإفادات وهؤلاء لابد من اختيارهم بعناية وتطوير أدائهم بإلحاقهم بالدورات المتخصصة كذلك تهيئتهم لاستخدام التقنيات الحديثة. فمما سبق نرى أن التعامل الحسن ولين الجانب مع المراجعين مهم جداً للعاملين في هذه الأقسام وقد أوصى ديننا الحنيف بذلك فقد قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم). وعدَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال: ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ). والمسلم مأمور بالكلمة الهيِّنة الليِّنة لتكون في ميزان حسناته، قال عليه الصلاة والسلام: ( والكلمة الطيبة صدقة ) بل وحتى التبسم الذي لا يكلف المسلم شيئاً، له بذلك أجر : ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ). *مستشار إعلامي بوزارة الثقافة والإعلام