أعلن عدد من منتجي البولي إثيلين الأوروبيين عن رفع أسعار المنتج لشهر أكتوبر الجاري على خلفية ارتفاع الطلب وعدم ثبات أسعار الإثيلين كمادة خام، وقد رفعت شركة داو أسعارها بزيادة 150 يورو للطن ما يعادل 205 دولار للطن والتي كانت بمثابة مفاجأة للمتداولين في الوقت الذي أعلن منتج آخر رئيس عن اتخاذ خطوات مماثلة. وقد تلقى التجار تطاير أسعار البولي إثيلين بنوع من الغرابة حيث أبدى أحدهم انزعاجه للارتفاع غير المبرر، ملمحاً إلى عدم وجود منطق على الإطلاق لرفع أسعار المنتج، فيما وصف تاجر أخر الوضع على أنها رسالة إيجابية للسوق. في الوقت الذي بررت شركة داو خطواتها نظراً لعدم تحسن هوامشها الربحية مما حد بها لخفض معدلات الإنتاج مقابل وضع أسعار مرتفعة لضمان عوائد مجزية، فيما امتنع بعض التجار عن الشراء وسط مناقشات تفاوضية لم تؤدي إلى نتيجة مما تسبب في تأخير عقد الصفقات منذ مضي أسبوع من الشهر، بينما فضل بعض التجار أرجاء عمليات الشراء لمنتصف الشهر تحسباً لاتضاح الرؤية لمؤشرات اقتصاديات المنتج. وقد اتضح مدى رغبة المنتجون للبحث سريعاً عن زيادات في حجم الأسعار في وقت أتضح بأن مستوى الطلب في أوروبا لا يمكن أن يدعم تلك الزيادات، إلا أن بعض البائعين لفتوا إلى تحسن الطلب لشهر أكتوبر في الوقت الذي بدأ المصنعون التحويليين للمنتج في تقديم طلبات شراء وحجز شحنات تعاقدية للأسبوعين الأخيرين من الشهر. ويحاول بعض المتداولين في السوق بناء المخزون لديهم في سوق غير واضحة معالمها فيما ذهب بعض المنتجين للاعتقاد بأن أكتوبر يمكن أن يحدث تحولات في معنويات السوق. وشهدت السوق نوع من التحالف بين كبار المنتجين لخفض معدات الإنتاج ومنها شركة داو يوروب، وبوليميري يوروب اللتين وضعتا خطط منظمة لتقليل الإنتاج مقابل رفع الأسعار سعياً لتحقيق توازن بين ارتفاع حجم الطلب المقترن بارتفاع الأسعار. وقد ساعد معدل سعر صرف الدولار / اليورو في تمكين المنتجين من تصدير البولي ايثيلين في الأسابيع الأخيرة، إلا أن الطلب لم يكن قوياً على وجه الخصوص. وقد علق أحد المنتجين بأن من إيجابيات السوق أنه في حال حدوث خفض جزئي للأسعار يمكنك ذلك من بيع كميات أكبر وبالتالي تحقيق موازنة معتدلة. وشهدت أسعار البولي إثيلين الفورية تقلبات في عام 2011م بما فيها منخفض الكثافة الذي وصلت أسعاره لمستويات مرتفعة تأرجحت ما بين 1480-1530 يورو للطن مع التسليم المجاني شمال غرب أوروبا خلال أبريل الماضي، فيما تراجعت خلال شهر يوليو إلى حدود 1150-1200 يورو للطن تخليص نفس المرفأ. بينما يتم التداول حالياً بمبلغ 1130-1150 يورو للطن. ويشار إلى أن الطاقات الإنتاجية للمصانع السعودية للبولي إثيلين تشهد نموا كبيراًً في الآونة الأخيرة، حيث تصاعدت لتبلغ أكثر من ستة ملايين طن سنوياً من قبل عدة مصانع مختلفة تتزعمها (سابك) في الوقت الذي أعلنت فيه شركات عن تأهبها لضخ طاقات مجدولة جديدة فيما تواصل أخرى مراحلها التصميمية لتشييد مصانع جديدة بالجبيل2، ويقدر حجم استثمارات مصانع البولي إثيلين بالسعودية بأكثر من 30 مليار ريال، ويدخل المنتج في الصناعات البلاستيكية النهائية التي بدأ العالم في الاعتماد عليها في كثير من المنتجات الحيوية للإنسان والحياة الحضارية ودخول المنتج على نطاق واسع في الصناعات البلاستيكية والأفلام والاستخدامات الزراعية والتعبئة والتغليف وفي صناعة السلع المنزلية.