قبل أربعة أسابيع فقط لو سئل كثير من معارضي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن الناشطة اليمنية توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام كانوا سيقولون إنها زعيمة احتجاجات فقدت الصلة وبدأ نجمها يخبو. ولكن اليوم نسي الجميع أي انتقاد للأسلوب الجازم والجريء للناشطة اليمنية البالغة من العمر 32 عاما وهي أم لثلاثة أبناء وسط صيحات الفرح بأول يمني يفوز بجائزة نوبل للسلام. ويتطلع كثير من المحتجين اليمنيين الى أن تشعل توكل نقطة تحول جديدة لحركتهم الحاشدة. قالت أطياف الوزير وهي نشطة شابة «إنها شخصية مثيرة للجدل بين المحتجين لكن على أي حال الكل سعيد اليوم.. هذه علامة على أن العالم يؤيد تحركنا الاحتجاجي السلمي.. الناس تشعر بأن العالم يقف معنا.» وجرى تهميش كرمان في الأشهر القليلة الماضية بسبب ما يقول زعماء آخرون للاحتجاجات إنه أسلوب «دكتاتوري» أدى إلى نفور حتى كثير من المتظاهرين الشبان الذين كانت مصدر إلهام لهم. قالت الوزير «اليمن عادة مصدر للأنباء السيئة وكانت الشهور التسعة الماضية شهور طويلة بالنسبة للمحتجين. اليوم الكل سعيد.» ووصف المحلل اليمني علي سيف حسن فوز كرمان بجائزة نوبل بأنها لحظة تغيير بالنسبة للمجتمع والثورة.. حيث أصبحت امرأة يمنية ابرز شخصية. وكانت كرمان وهي صحفية متحمسة وعضو في حزب الإصلاح الإسلامي نشطة منذ زمن بعيد قبل الانتفاضات العربية التي أطاحت بحكام تونس ومصر وليبيا هذا العام. وعلا نجمها بسرعة عندما بدأت الحركة الاحتجاجية في اليمن في يناير كانون الثاني. وأدى احتجاز السلطات اليمنية لها لفترة قصيرة في فبراير شباط إلى تظاهر الآلاف من أجلها وسلط عليها أضواء وسائل الإعلام. وكانت من بين أوائل من نظموا الاحتجاجات عندما كان هناك عدد قليل من الخيام المتناثرة عند مداخل جامعة صنعاء ، وكانت كرمان قبل أن تصبح صحفية تعتبر خجولة وعضو محافظ في حزب الإصلاح الإسلامي وترتدي النقاب مثل كثير من اليمنيات. ولكنها بدأت بعد العمل في قضايا المرأة تدخل في مواجهات مع حزب الإصلاح حول دور المرأة مما أدى إلى انتقادات في الحزب، وقال المحلل علي سيف حسن إنه كرمان تقود الآن جناحا معتدلا في حزب الإصلاح الذي يضم الكثير من العناصر المتطرفة. وظلت كرمان لسنوات تنظم احتجاجات في صنعاء وأماكن أخرى للمطالبة بإطلاق سراح محتجزين سياسيين وصحفيين وأسست منظمة «صحفيات بلا قيود» في اليمن في عام 2006 . ولكن أسلوبها الحاد والذي يميل للفردية تصادم مع منظمين آخرين للاحتجاجات وتوقف كثيرون عن التعامل معها. وقال بشير عثمان وهو منظم للاحتجاجات ينتمي لليسار مازحا «نخشى أن يكون الغرب يريدها ان تصبح الرئيس القادم.. لديها أسلوب استبدادي.» ووقفت كرمان في تحد لاتفاق بين منظمي الاحتجاجات على منصة في ساحة التغيير في مايو أيار وحثت المحتجين على التحرك في مسيرة إلى قصر الرئاسة وهي خطوة انتهت بإراقة للدماء. قال منظم للاحتجاجات رفض الكشف عن اسمه «دعت إلى تلك المسيرة وهاجمتها الشرطة بوحشية وقتل 13 شخصا. لم تعتذر عن ذلك وأثارت حقا غضب كثير من الناس.» ومضى يقول «ولكن اليوم فهذه لحظة احتفال. سنستغلها للتضامن وننسى ذلك.» وأهدت كرمان الجائزة للانتفاضات العربية وللذين قتلوا في الانتفاضات. وقالت «أهدي هذه الجائزة للشهداء وللجرحى ولكل شباب الثورات العربية وكل شباب الربيع العربي.»